الأسهم اليابانية تشهد أكبر تدفقات أجنبية أسبوعية في ستة أشهر
شهدت الأسهم اليابانية طفرة في عمليات الشراء من قبل المستثمرين الأجانب خلال الأسبوع المنتهي في 5 أكتوبر، في واحدة من أكبر عمليات الشراء منذ منتصف أبريل الماضي.
وجاءت هذه الزيادة مدفوعة بانخفاض قيمة الين مقابل الدولار وتفاؤل المستثمرين الأجانب بالمصدرين اليابانيين. في هذا المقال، سنسلط الضوء على هذا التحول الكبير في السوق اليابانية وأسبابه وتأثيراته المحتملة على الاقتصاد الياباني.
تراجع الين
في تحول جذري، شهد الأسبوع الماضي ارتفاعًا ملحوظًا في مشتريات الأجانب للأسهم اليابانية، حيث استحوذوا على أسهم بقيمة صافية بلغت 919.3 مليار ين. هذا الرقم يمثل أكبر عملية شراء أسبوعية منذ 13 أبريل.
وجاء هذا الانتعاش في وقت شهدت فيه اليابان تراجعًا حادًا في قيمة عملتها، إذ انخفض الين بنسبة 4.4٪ مقابل الدولار، وهو أدنى مستوى له منذ ديسمبر 2009.
ويرجع هذا الانخفاض الكبير إلى تصريحات رئيس الوزراء شيجيرو إيشيبا، التي أبدت تشاؤمًا بشأن زيادة أسعار الفائدة في المستقبل القريب.
وقد أدت هذه التصريحات إلى تهدئة المخاوف المتعلقة برفع أسعار الفائدة، ما جعل الأسهم اليابانية أكثر جاذبية للمستثمرين الأجانب، خاصة الشركات التي تعتمد على التصدير.
التحركات في السوق اليابانية
لم يكن الأداء القوي للأسهم اليابانية فقط ما جذب الأجانب، فقد أظهرت بيانات وزارة المالية اليابانية أن المستثمرين الأجانب ضخوا حوالي 395.55 مليار ين في الأسهم النقدية اليابانية، مع استمرارهم في البيع الصافي لعقود المشتقات للأسبوع الثالث على التوالي بقيمة 604.4 مليار ين.
تظهر هذه البيانات اختلافًا في سلوك المستثمرين الأجانب، حيث يبدون تفاؤلًا بالأسهم اليابانية، بينما يبقون حذرين تجاه عقود المشتقات. يُعتقد أن هذا السلوك قد يكون ناتجًا عن المخاوف المستمرة بشأن التقلبات الاقتصادية العالمية وحذر الأجانب تجاه استثمارات أكثر تعقيدًا مثل العقود الآجلة.
تدفقات قوية في سوق السندات اليابانية
بالإضافة إلى مشتريات الأسهم، أظهر الأجانب اهتمامًا كبيرًا بسوق السندات اليابانية. فقد اشتروا أوراقًا مالية طويلة الأجل بقيمة 1.38 تريليون ين، وهو أكبر صافي شراء أسبوعي لهم منذ 14 سبتمبر.
كما استثمروا 50.3 مليار ين في أدوات مالية قصيرة الأجل، مما يشير إلى ثقتهم المتزايدة في السندات اليابانية كمصدر آمن لتحقيق العوائد.
على الجانب الآخر، شهدت السوق اليابانية أيضًا عودة قوية للاستثمارات المحلية في السندات الأجنبية. بعد أسبوع من البيع الصافي، اشترى المستثمرون اليابانيون سندات أجنبية بقيمة 696.7 مليار ين. ومع ذلك، ظلوا بائعين صافيين لسندات الدين قصيرة الأجل بقيمة 138.7 مليار ين.
الاهتمام المتزايد من قبل المستثمرين الأجانب بالأسهم اليابانية يعكس التفاؤل المتزايد بشأن الاقتصاد الياباني، خاصة في ظل انخفاض قيمة الين، مما يجعل الصادرات اليابانية أكثر تنافسية على الساحة العالمية. كما أن التحركات في سوق السندات تعزز الرؤية الإيجابية تجاه استقرار الاقتصاد الياباني على المدى الطويل.
اقرأ ايضاً: