تذبذب أسعار النفط بفعل توترات الشرق الأوسط ومخاوف العرض والطلب العالمي
شهدت أسعار النفط تقلبات حادة اليوم الأربعاء، حيث تراجعت المكاسب التي سجلتها في بداية التداول، متأثرة بتراجع الطلب العالمي وزيادة المعروض، رغم استمرار المخاوف بشأن تعطل الإمدادات بسبب الصراع في الشرق الأوسط وإعصار ميلتون في الولايات المتحدة.
انخفاض العقود الآجلة لخام برنت وغرب تكساس
انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.47٪ لتصل إلى 76.82 دولار للبرميل، بينما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 0.58٪ إلى 73.14 دولار.
هذه الانخفاضات جاءت بعد مكاسب فاقت 1٪ في وقت مبكر من الجلسة، والتي تأثرت بتقارير حول وقف إطلاق نار محتمل بين حزب الله وإسرائيل.
ورغم هذه الأنباء، لا تزال الأسواق تتسم بالحذر، حيث يترقب المستثمرون إمكانية شن إسرائيل هجمات على البنية التحتية النفطية الإيرانية، وهو ما قد يؤثر بشكل كبير على الإمدادات النفطية في المنطقة.
تأثيرات الاقتصاد العالمي وضعف الطلب
وعلى الرغم من التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، تظل أسعار النفط عرضة لتصحيحات سعرية مرتبطة بالعوامل الاقتصادية العالمية. وأشار هاري تشيلينجوريان، رئيس الأبحاث في مجموعة أونيكس كابيتال، إلى أن السوق متأثرة بالتباطؤ الاقتصادي المستمر، وخصوصًا في الصين التي تعتبر أكبر مستورد للنفط الخام في العالم.
ورغم تأكيد الصين يوم الثلاثاء على أنها واثقة من تحقيق هدفها للنمو للعام بأكمله، إلا أن المستثمرين كانوا يأملون في إجراءات مالية أكثر قوة لدعم الاقتصاد. هذا الإحباط انعكس في الأسواق التي كانت تنتظر مزيدًا من الدعم لمواجهة ضعف الطلب على الوقود في الصين.
وفي الولايات المتحدة، أفادت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA) يوم الثلاثاء بتخفيض توقعاتها للطلب العالمي على النفط لعام 2025، مشيرة إلى ضعف النشاط الاقتصادي في الصين وأمريكا الشمالية.
وأظهرت بيانات معهد البترول الأمريكي أن مخزونات النفط الخام الأمريكية ارتفعت بنحو 11 مليون برميل الأسبوع الماضي، وهو أكثر بكثير من التوقعات، مما يعزز التوجه نحو وفرة المعروض في السوق العالمية.
هذا التراكم الكبير في المخزون يعكس ضعف الطلب، وهو ما يتناقض مع المخاطر الجيوسياسية التي ترفع أسعار النفط في الوقت الحالي.
مخاوف من التصعيد في الشرق الأوسط
يترقب المستثمرون نتائج المحادثات بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول الصراع المتصاعد في الشرق الأوسط، حيث تعد المنطقة منتجة للنفط في حالة تأهب لأي رد إسرائيلي على التصعيد الإيراني الأخير.
وقد حذرت إيران دول الخليج من استخدام مجالها الجوي أو قواعدها العسكرية لضرب منشآتها النفطية، معتبرة أن أي خطوة من هذا القبيل ستؤدي إلى رد فعل قوي.
ولم تجر حتى الآن أي مناقشات رسمية حول كيفية تحقيق توازن في أسواق النفط إذا استهدفت إسرائيل منشآت الطاقة الإيرانية.
اقرأ ايضاً:
تعليق واحد