تراجع الأسواق الصينية وصعوبة انتعاش الاقتصاد
في ظل التباطؤ الاقتصادي الذي تشهده الصين، تعرضت الأسهم الصينية والسلع الأولية لضغوط كبيرة خلال تعاملات يوم الأربعاء.
يعكس هذا التراجع قلق المستثمرين من غياب الإجراءات التحفيزية الرئيسية، وهو ما دفع الأسواق إلى هبوط حاد في خضم توقعات اقتصادية مخيبة للآمال.
وقد أثرت هذه التراجعات على مجمل القطاعات المالية في الصين، وأثارت تساؤلات حول قدرة الحكومة على استعادة الثقة وتحفيز النمو الاقتصادي بشكل فعّال.
تراجع كبير في الأسهم الصينية
شهدت البورصات الصينية انخفاضات كبيرة مع بداية تعاملات الأربعاء، حيث تراجع مؤشر شنغهاي المركب ومؤشر CSI300 للأسهم ذات الرقائق الزرقاء بنحو 4% في تعاملات بعد الظهر.
جاء هذا التراجع بعد موجة من الخسائر الأعمق التي حدثت في بداية اليوم، حيث كانت الأسواق تنتظر بفارغ الصبر مؤتمرًا صحفيًا من وزارة المالية الصينية للإعلان عن سياسات تحفيزية جديدة.
وفيما تأمل المستثمرون في أن تأتي الصين بحزمة تحفيزية قوية لتعزيز الاقتصاد، لم تسفر تصريحات اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح عن أي تفاصيل جديدة، مما عمق من حالة الإحباط في الأسواق.
ونتيجة لذلك، تأثرت السلع الأولية أيضًا، حيث انخفضت أسعار النفط والحديد والنحاس بشكل ملحوظ، مع تراجع العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 4.6% ليصل إلى 77.88 دولار للبرميل.
غياب التحفيز الكبير
يتطلع المستثمرون إلى إعلان حزمة تحفيز اقتصادي ضخمة من الحكومة الصينية قد تتراوح قيمتها بين 280 مليار دولار و1.4 تريليون دولار، وهي حزمة من المتوقع أن تضيف نقطتين مئويتين إلى الناتج المحلي الإجمالي.
إلا أن عدم تقديم الحكومة الصينية حتى الآن لأي تفاصيل محددة حول خطط التحفيز الاقتصادية جعل الأسواق متشككة بشأن قدرة الصين على دفع عجلة الانتعاش الاقتصادي في ظل هذه الظروف.
وقال المحللون إنه على الرغم من التراجع الحاد الذي شهدته الأسواق في اليوم السابق، فإن التعافي ما زال ممكناً إذا أعلنت الحكومة عن حزمة تحفيز فعالة وقوية بما يكفي لتعزيز ثقة المستثمرين والمستهلكين على حد سواء.
وأضاف المحللون أن الخطر الأكبر يكمن في عدم تحقيق الحكومة الصينية أي تحرك فعلي قد يؤدي إلى تدهور الثقة بشكل أكبر في السوق، مما سيؤدي إلى تفاقم الوضع الاقتصادي.
اقرأ ايضاً:
تعليق واحد