خفض الفائدة في أكتوبر من قبل البنك المركزي الأوروبي لا يضمن تخفيضا في ديسمبر
صرح بوسطجان فاسلي، عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، بأن خفض معدلات الفائدة في أكتوبر لا يعني بالضرورة أن البنك سيقوم بخفض آخر في اجتماعه النهائي لهذا العام في ديسمبر. في مقابلة مع بلومبرغ، وصف فاسلي خفض الفائدة هذا الشهر بأنه “خيار” متاح، ولكنه ليس مؤشرًا أكيدًا على التحركات القادمة.
التوقعات والمراهنات على خفض الفائدة
جاءت هذه التصريحات ردًا على مراهنات المستثمرين بأن البنك المركزي الأوروبي سيخفض معدل الفائدة على الودائع ست مرات بحلول نهاية 2025، بما في ذلك في الاجتماعين القادمين، مما سيؤدي إلى انخفاض المعدل من 3.5% حاليًا إلى 2%. وأوضح فاسلي أن هذه التوقعات، رغم كونها رد فعل طبيعي على تباطؤ الاقتصاد الأوروبي، لا تعني أن البنك سيتبعها بالضرورة.
وأكد أن الأسواق المالية لا تملي تحركات البنك المركزي، مشيرًا إلى أن البنك يستخدم توقعات الأسواق كجزء من المعلومات التي يعتمد عليها في اتخاذ قراراته.
تدهور الاقتصاد وتراجع التضخم
توقعات المستثمرين بالتخفيف السريع للسياسات النقدية جاءت بعد أن أظهرت استطلاعات الأعمال تدهورًا ملحوظًا في اقتصاد منطقة اليورو المكونة من 20 دولة، وانخفاض التضخم إلى أقل من الهدف المحدد بنسبة 2%. ويشير المسؤولون إلى أن خطوة في أكتوبر تبدو مرجحة، رغم تأكيد البعض على أن معركة السيطرة على التضخم لم تنتهِ بعد.
أشار فاسلي إلى أن مخاطر التضخم تتراجع، ولكنه لفت الانتباه إلى وجود بعض جيوب عدم اليقين، خاصة في سوق العمل وأسعار الخدمات والجغرافيا السياسية. وذكر أن قراءة التضخم لشهر سبتمبر التي بلغت 1.8%، وهي الأدنى منذ يونيو 2021، تأثرت جزئيًا بعوامل مؤقتة، مع احتمال حدوث ارتفاع مؤقت خلال الأشهر المقبلة.
مواقف أعضاء آخرين في البنك المركزي الأوروبي
في الوقت ذاته، أشار فرانك إلديرسون، عضو المجلس التنفيذي للبنك المركزي الأوروبي، إلى أن البيانات الأخيرة تشير إلى أن المخاطر الهبوطية للاقتصاد “بدأت تتحقق بالفعل.” بينما أبدى رئيس البنك المركزي الألماني، يواكيم ناجل، استعداده لمناقشة خفض الفائدة في أكتوبر.
وأوضح مارتينس كازاكس، رئيس البنك المركزي اللاتفي، أن البيانات تدعم هذه الخطوة، ولكنه شدد على أن التضخم لم يُهزم بعد. أما ماريو سينتينو، رئيس البنك المركزي البرتغالي، فقد حذر من التحركات الكبيرة في معدلات الفائدة ودعا إلى “التدرج” في اتخاذ القرارات.
فيما يتعلق بالسياسة النقدية المستقبلية، قال فاسلي إن الاتجاه واضح إذا تحقق السيناريو الأساسي للبنك المركزي الأوروبي. ومع ذلك، أكد أن السؤال الرئيسي هو حول وتيرة خفض معدلات الفائدة. ويتوقع أن يتم تخفيض تكاليف الاقتراض إلى مستويات محايدة لا تقيد ولا تحفز الاقتصاد بحلول نهاية 2025.
اقرأ أيضا…
2 تعليقات