أخبار الأسواقاخبار اقتصادية

مزيد من الإجراءات لدعم الاقتصاد الصيني دون خطط تحفيز كبرى جديدة

في مؤتمر صحفي طال انتظاره، كشف تشينغ شانجيه، رئيس لجنة التنمية والإصلاح الوطنية في الصين (NDRC)، عن سلسلة من الإجراءات لدعم الاقتصاد الصيني، لكنه توقف دون الإعلان عن أي خطط تحفيز كبرى جديدة، مما أثار خيبة أمل بين المستثمرين وأدى إلى تباطؤ في أسواق الصين الداخلية.

تسريع إصدار السندات الخاصة لدعم الاقتصاد

تعهد تشينغ بتسريع إصدار السندات الخاصة لدعم النمو الاقتصادي المحلي، وأشار إلى أن سندات سيادية خاصة طويلة الأجل بقيمة تريليون يوان قد تم نشرها بالكامل لتمويل المشاريع المحلية، مضيفًا أن الصين ستستمر في إصدار سندات خزينة طويلة الأجل في العام المقبل.

كما أعلنت الحكومة المركزية عن خطة استثمار بقيمة 100 مليار يوان للعام المقبل، ستصدر بحلول نهاية هذا الشهر قبل الموعد المحدد.

تباطؤ الأسواق الصينية

عقب عودة الأسواق الصينية من عطلة “الأسبوع الذهبي”، فقدت الأسواق الزخم مع تراجع التحفيز الحكومي عن تقديم المزيد من التدابير التحفيزية.

مؤشر CSI 300، الذي يعكس أداء الأسهم القيادية، خفض مكاسبه إلى 5% بعد أن كان قد سجل ارتفاعاً يزيد عن 10% في بداية التداول. بالمثل، تراجعت مكاسب مؤشر شنغهاي المركب ومؤشر SZSE إلى 5% و8% على التوالي.

وعلى الرغم من تعهده بدعم السوق العقارية وتعزيز الإنفاق المحلي، لم يتم الإعلان عن أرقام محددة للتحفيز. وأكد تشينغ على “الثقة الكاملة” في تحقيق الهدف الاقتصادي السنوي للنمو هذا العام.

ورغم غياب التفاصيل، أشارت ييوي سو، كبيرة الاقتصاديين في وحدة المعلومات الاقتصادية، إلى أن موقف السياسة المؤيدة للنمو في الصين لم يتغير. وأبقت على توقعاتها للنمو عند 4.7% هذا العام و4.8% في 2025.

التحفيز الإضافي المطلوب

يشير المحللون إلى أنه قد يكون هناك حاجة إلى دعم مالي إضافي بقيمة تتراوح بين 1 تريليون إلى 3 تريليونات يوان لتعزيز الاقتصاد الحقيقي. لكن المستثمرين الغربيين قد يأخذون حذرهم اليوم وينتظرون مزيدًا من التفاصيل قبل اتخاذ قرارات جديدة.

ويرى المحللون أن غياب التحفيز المالي الكبير يمكن أن يؤدي إلى تلاشي الانتعاش المؤقت في الأسواق. وأشار شون راين، الشريك والمدير الإداري في مجموعة أبحاث السوق الصينية، إلى أن الأسواق تأمل في إطلاق الحكومة لتحفيز كبير، ولكن إذا لم يحدث ذلك، فإن الانتعاش قد يضعف.

تباطؤ النمو الاقتصادي

في النصف الأول من العام، نما الاقتصاد الصيني بنسبة 5.0% على أساس سنوي، مطابقًا لهدف الحكومة المركزية، لكن تباطأت الوتيرة في الربع الثاني لتسجل 4.7%. كما أظهرت البيانات الاقتصادية الأخيرة مؤشرات تباطؤ مستمرة:
– ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 0.6% فقط على أساس سنوي في أغسطس.
– النشاط الصناعي انكمش للشهر الخامس على التوالي، مع تسجيل مؤشر مديري المشتريات (PMI) قراءة أقل من 50.

تشينغ أقر بوجود الكثير من الصعوبات في تحقيق الأهداف الاقتصادية المتوقعة. تواجه الصين تحديات كبيرة من حيث انخفاض الطلب المحلي، وتباطؤ في سوق العقارات، واستمرار الانكماش في القطاع الصناعي.

في ضوء هذه التحديات، يبدو أن الحكومة تتخذ نهجًا حذرًا في تقديم الحوافز الاقتصادية، مع التركيز على السياسات المالية والنقدية المنسقة لتعزيز النمو دون اللجوء إلى تدابير تحفيز كبيرة قد تزيد من الضغوط الاقتصادية على المدى الطويل.

اقرأ أيضا…

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button