أخبار الأسواقاخبار اقتصاديةأخبار الدولار الأمريكي

لا داعي لخفض كبير آخر لأسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، وفقًا للمحللين الاستراتيجيين

أكد مجموعة من الاستراتيجيين المخضرمين في الأسواق المالية أن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لا يحتاج إلى خفض كبير آخر في أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، حيث تشير بيانات التوظيف الأمريكية الأخيرة إلى أن البنك المركزي قد يكون تصرف بشكل متسرع.

تأثير بيانات الوظائف على قرارات الفيدرالي

أوضح ديفيد روش، مؤسس شركة Quantum Strategy، أن قرار الفيدرالي الشهر الماضي بخفض معدل الاقتراض الأساسي بمقدار نصف نقطة مئوية كان رد فعل سريع وغير مدروس. وأضاف أن بيانات الوظائف غير الزراعية الصادرة يوم الجمعة الماضي، والتي أظهرت أن أصحاب العمل أضافوا 254,000 وظيفة في شهر سبتمبر، بينما كانت التوقعات تشير إلى 150,000 فقط، جعلت من خفض الفائدة يبدو “مُبالغًا فيه وغير مبرر”.

وأشار روش إلى أن “الخطأ يكمن في الاعتماد المفرط على البيانات دون رؤية استراتيجية واضحة”، موضحًا أنه “لا يجب أن يكون هناك المزيد من التخفيضات الكبيرة إلا إذا حدث شيء سيء حقًا”.

توقعات السوق تجاه أسعار الفائدة

بناءً على هذه البيانات، توقع المحللون أن الاحتياطي الفيدرالي لن يقوم بخفض كبير آخر في اجتماعه القادم في نوفمبر. حيث انخفضت توقعات السوق لخفض الفائدة الكبير، وبلغت احتمالات خفض معدل الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية إلى نطاق بين 4.5% و4.75% في نوفمبر 87.4% وفقًا لأداة FedWatch من مجموعة CME.

وأضاف روش أن الفيدرالي بقراره خفض الفائدة بشكل كبير في البداية قد “خلق انطباعًا بأن هناك المزيد من التخفيضات الكبيرة”، مما قد يؤدي إلى عدم استقرار الأسواق عندما تدرك حقيقة الوضع.

ضرورة الحذر والتوقعات المستقبلية

من جانبه، اتفق بوب باركر، المستشار الأول في جمعية الأسواق المالية الدولية، مع روش قائلاً: “لا توجد حالة لخفض كبير آخر في أسعار الفائدة”. وأشار إلى أن احتمالية دخول الاقتصاد الأمريكي في ركود خلال الربع الرابع من هذا العام أو الربع الأول من العام المقبل تكاد تكون معدومة، وأن التضخم سيظل أعلى من هدف الفيدرالي البالغ 2%.

وأضاف باركر: “نعم، هناك حالة لخفض طفيف في أسعار الفائدة بمقدار 25 إلى 50 نقطة أساس بحلول يناير من العام المقبل، لكن لا توجد حالة لخطة خفض بمقدار 50 نقطة أساس في الاجتماع القادم”.

المخاطر المستقبلية

رغم أن الأسواق العالمية شهدت انتعاشًا بعد صدور بيانات الوظائف الأمريكية التي خففت من المخاوف بشأن تباطؤ اقتصادي، إلا أن المحللين حذروا من أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة والاضطرابات في الشرق الأوسط قد تستمر في رفع مستوى **التقلبات السوقية** خلال الأسابيع القادمة.

وفي الختام، أكد المحللون ضرورة الحذر في تقييم التوقعات المستقبلية بناءً على البيانات الحالية، مشيرين إلى أن خفض أسعار الفائدة بشكل مفرط قد يؤدي إلى تداعيات سلبية على استقرار الأسواق المالية.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى