أخبار الأسواقاخبار اقتصادية

محافظ البنك المركزي الأوروبي: يحذر من ظهور علامات تدل على تباطؤ سوق العمل

نقلاً عن رويترز – في ظل التحولات الاقتصادية التي تشهدها منطقة اليورو، أطلق صانع السياسات في البنك المركزي الأوروبي، ماريو سينتينو، تحذيراً مقلقاً بشأن تباطؤ سوق العمل الأوروبي، مشيراً إلى أن هذه التطورات قد تضعف وتيرة الاستثمار والنمو في الاقتصادات الأوروبية.

وفي حديثه خلال مؤتمر في لا توخا بإسبانيا يوم الجمعة، أكد سينتينو أن التضخم في منطقة اليورو بات تحت السيطرة، لكن التحديات الجديدة التي تلوح في الأفق قد تعرقل التقدم الاقتصادي.

تباطؤ فرص العمل وتراجع التوظيف

أشار سينتينو إلى انخفاض في وتيرة خلق فرص العمل، حيث أصبحت الشركات الأوروبية توفر فرص عمل أقل بنسبة 20% مما كانت عليه قبل عامين.

والأكثر إثارة للقلق هو أن عدد التعيينات الجديدة انخفض بنسبة 10% مقارنة بالحد الأقصى المسجل في الربع الثاني من عام 2022، وهو نفس الوقت الذي بدأ فيه البنك المركزي الأوروبي برفع أسعار الفائدة.

هذه الإحصاءات تشير إلى بداية محتملة لتباطؤ سوق العمل، وهي مرحلة يمكن أن تؤدي إلى تراجع الثقة في الاستثمار، مما يؤثر سلباً على آفاق النمو الاقتصادي في أوروبا خلال السنوات المقبلة.

فيما يتعلق بالتضخم، طمأن سينتينو أن الوضع بات تحت السيطرة، مشدداً على أهمية التواصل الواضح من البنك المركزي الأوروبي لضمان استقرار التضخم عند 2% على المدى المتوسط.

ومع ذلك، تساءل سينتينو حول مستقبل النمو الاقتصادي في أوروبا، محذراً من أن مستوى الاستثمار لا يزال دون المستوى المطلوب. وأضاف: لا يمكن لاقتصاد بحجم منطقة اليورو أن يتطلع إلى المستقبل بنمو مستدام دون زيادة في معدلات الاستثمار.

ماذا عن أسعار الفائدة؟

مع تراجع التضخم إلى أقل من 2% الشهر الماضي وتفادي منطقة اليورو للركود حتى الآن، تتوقع الأسواق أن يتخذ البنك المركزي الأوروبي خطوات جديدة لخفض أسعار الفائدة، وربما يكون القرار الحاسم في 17 أكتوبر الأول المقبل.

لكن، بحسب سينتينو، أي قرار يتعلق بأسعار الفائدة يجب أن يكون مدروساً ومتوقعاً لتحقيق التوازن المطلوب بين النمو الاقتصادي واحتواء التضخم، مضيفاً أن البنك المركزي الأوروبي بحاجة إلى توخي الحذر لتجنب أي صدمات اقتصادية محتملة.

بينما يبدو أن معركة التضخم قد اقتربت من نهايتها، فإن التحدي الأكبر الذي يواجه أوروبا اليوم يكمن في تباطؤ سوق العمل وانخفاض الاستثمار، وهي عوامل قد تؤثر سلباً على النمو الاقتصادي في المستقبل. يظل البنك المركزي الأوروبي أمام مهمة دقيقة لضمان استقرار الأسعار مع تحفيز الاستثمار وتجنب أي تباطؤ طويل الأمد في اقتصاد منطقة اليورو.

 

 

اقرأ ايضاً:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى