دعوة لوقف تدهور سوق العقارات في الصين
عقد قادة الصين، برئاسة الرئيس شي جين بينغ، اجتماعًا رفيع المستوى يوم الخميس بهدف معالجة تدهور سوق العقارات. ونشرت وسائل الإعلام الحكومية ملخصًا للاجتماع، الذي ركز على ضرورة التفاعل مع مخاوف الجمهور واستعادة الاستقرار في السوق العقارية.
أفاد الملخص بأن السلطات يجب أن “تعمل على وقف تراجع سوق العقارات وتحفيز انتعاش مستقر”. وركز الاجتماع أيضًا على تعزيز الدعم المالي والنقدي، بالإضافة إلى مناقشة مجموعة من القضايا مثل البطالة وشيخوخة السكان.
ردود الفعل على الاجتماع
وصف زهو وي تشانغ، رئيس ومدير اقتصادي في Pinpoint Asset Management، الرسائل الواردة من الاجتماع بأنها خطوة إيجابية.
وأشار إلى أنه يحتاج إلى بعض الوقت لوضع حزمة مالية شاملة لمعالجة التحديات الاقتصادية. بعد الإعلان، ارتفعت الأسهم في الصين وهونغ كونغ، حيث ارتفع مؤشر الأسهم العقارية الصيني في هونغ كونغ بنحو 12%.
تأثير تدهور سوق العقارات
كان العقار يشكل أكثر من ربع اقتصاد الصين، ولكن القطاع تراجع منذ أن شنت بكين حملة على مستويات الديون العالية لدى المطورين في عام 2020. وقد أثر هذا التراجع على إيرادات الحكومة المحلية وثروة الأسر. كما تباطأ النمو الاقتصادي بشكل عام، مما أثار القلق بشأن إمكانية تحقيق هدف الناتج المحلي الإجمالي للعام بحوالي 5% بدون مزيد من التحفيز.
تشير البيانات الرسمية إلى أن تراجع سوق العقارات قد تراجع بشكل طفيف في الأشهر الأخيرة، حيث انخفضت قيمة المنازل الجديدة المباعة بنسبة 23.6% حتى أغسطس، وهو أفضل قليلاً من انخفاض 24.3% حتى يوليو. لكن متوسط أسعار المنازل انخفض بنسبة 6.8% في أغسطس مقارنة بالشهر السابق.
قال يوي سو، كبير الاقتصاديين في وحدة المعلومات الاقتصادية، إن استقرار السوق العقارية هو شرط مسبق لتحفيز الأسر على اتخاذ قرارات الشراء. واقترح الاجتماع الرفيع المستوى إجراءات مثل الحد من زيادة العرض العقاري وزيادة القروض للمشاريع المدرجة في القائمة البيضاء.
نظرة على السياسات المستقبلية
على الرغم من أن الاجتماع لم يقدم تفاصيل كثيرة، إلا أنه يعكس توجهًا عامًا للسياسات في الصين، حيث تتزايد القرارات في المستويات العليا. يتوقع الخبراء زيادة الدعم من بكين، مع تحول من التركيز على الاستقرار إلى اتخاذ إجراءات ملموسة.
صرح الملخص بأن الصين ستعمل بجد لتحقيق أهدافها الاقتصادية للعام، وهو أقل حدة من اجتماع مكتب السياسي في يوليو. هذا يشير إلى أن صانعي السياسات يسعون للعثور على توازن بين النمو قصير الأجل والجهود الأطول لمعالجة القضايا الهيكلية.
وتشير ردود الفعل الأولية من المحللين إلى تفاؤل حذر، مع تحذيرات من أن التحفيز المالي قد يفقد فعاليته. إن التحول نحو النمو المستدام يتطلب من الاقتصاد الصيني أن يتحمل “ألمًا” ضروريًا خلال هذه المرحلة الانتقالية.
اقرأ أيضا…