الاقتصاد الصيني يحتاج لأكثر من تخفيضات الفائدة لدفع النمو

تشير التحليلات إلى أن الاقتصاد الصيني المتباطئ يحتاج إلى أكثر من مجرد تخفيضات في أسعار الفائدة لتعزيز النمو. فبالرغم من إعلان بنك الشعب الصيني عن خطط لخفض معدلات الفائدة، بما في ذلك معدلات الرهون العقارية القائمة، إلا أن هذا التحرك وحده قد لا يكون كافيًا.
بداية نهاية الانكماش في الصين
بحسب لاري هو، كبير الاقتصاديين في الصين لدى Macquarie، قد تكون هذه الخطوة “بداية نهاية أطول فترة انكماشية في الصين منذ عام 1999”. وتعاني البلاد من ضعف في الطلب المحلي، حيث يرى هو أن إعادة التضخم قد تتم من خلال الإنفاق الحكومي على قطاع الإسكان، والذي سيتم تمويله عبر ميزانية بنك الشعب الصيني.
على الرغم من استجابة الأسهم الصينية بالإيجابية للأخبار، أبدى سوق السندات حذرًا أكبر. انخفض العائد على السندات الحكومية الصينية لأجل 10 سنوات إلى أدنى مستوى له عند 2% بعد إعلان خفض الفائدة، قبل أن يرتفع إلى حوالي 2.07%. لكن هذا المعدل لا يزال أقل بكثير من العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات، والذي يبلغ 3.74%.
الفجوة بين عوائد السندات الصينية والأمريكية
تعكس الفجوة بين العوائد على السندات الحكومية في الصين والولايات المتحدة اختلاف التوقعات الاقتصادية بين الاقتصادين الأكبر في العالم. ولعدة سنوات، كانت العوائد الصينية أعلى من نظيرتها الأمريكية، مما جذب المستثمرين للاستثمار في الاقتصاد الصيني سريع النمو. لكن هذا الوضع تغير في أبريل 2022 مع رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي معدلات الفائدة، مما دفع بالعوائد الأمريكية إلى أعلى من نظيرتها الصينية.
تشير التوقعات إلى أن بكين قد تحتاج إلى تكثيف الحوافز المالية لدعم النمو الاقتصادي. على الرغم من تحركات بنك الشعب الصيني، لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من الإجراءات المالية لتحفيز النشاط الاقتصادي، خاصة في ظل التباطؤ في النمو الصناعي وركود مبيعات التجزئة.
آمال التحفيز المالي
على الرغم من زيادة العجز المالي إلى 3.8% في أكتوبر 2023 مع إصدار السندات الخاصة، إلا أن وزارة المالية الصينية بقيت محافظة في توجهاتها. وتشير التحليلات إلى أن هناك فجوة قدرها تريليون يوان في الإنفاق إذا كانت بكين تنوي تحقيق هدفها المالي لهذا العام. وقد يتطلب ذلك زيادة في العجز وإصدار سندات خزينة إضافية.
يخفف خفض الفائدة الأمريكية الضغط عن السياسة النقدية الصينية. فالفائدة الأمريكية المنخفضة تدعم اليوان الصيني مقابل الدولار، مما يعزز من قدرة الصين على التصدير.
اقرأ أيضا…