تراجع ثقة المستهلكين في سبتمبر بأكبر نسبة منذ ثلاث سنوات

شهدت ثقة المستهلكين في الاقتصاد الأمريكي تراجعًا حادًا في شهر سبتمبر، حيث سجل مؤشر ثقة المستهلك أكبر انخفاض له منذ أكثر من ثلاث سنوات. وفقًا لتقرير صادر عن مجلس المؤتمر (The Conference Board) يوم الثلاثاء، انخفض المؤشر إلى 98.7 نقطة مقارنة بـ 105.6 في شهر أغسطس، وهو أكبر انخفاض شهري منذ أغسطس 2021.
أسباب تراجع ثقة المستهلكين
يعود تراجع ثقة المستهلكين في شهر سبتمبر إلى زيادة المخاوف بشأن سوق العمل والظروف الاقتصادية العامة. حيث أظهرت البيانات أن جميع مكونات المؤشر الخمسة سجلت أداءً أسوأ خلال الشهر، مع أكبر انخفاض بين الفئة العمرية من 35 إلى 54 عامًا والذين يكسبون أقل من 50,000 دولار سنويًا.
قالت دانا بيترسون، كبيرة الاقتصاديين في مجلس المؤتمر: “تحولت تقييمات المستهلكين للظروف الاقتصادية الحالية إلى السلبية، كما أن نظرتهم لسوق العمل الحالي أصبحت أكثر تحفظًا”. وأضافت أن المستهلكين أصبحوا أكثر تشاؤمًا بشأن الظروف المستقبلية لسوق العمل والدخل المستقبلي.
تداعيات اقتصادية لانخفاض ثقة المستهلكين
تأتي هذه البيانات في وقت حساس بالنسبة للاقتصاد الأمريكي، حيث ارتفعت المخاوف حول الركود والتضخم. وقد أثّر انخفاض ثقة المستهلكين على أسواق الأسهم التي سجلت بعض الخسائر بعد التقرير، في حين انخفضت أيضًا عوائد السندات الحكومية.
بالإضافة إلى الانخفاض الحاد في مؤشر ثقة المستهلك، تدهور مؤشر الوضع الحالي بمقدار 10.3 نقاط ليصل إلى 124.3 نقطة، بينما تراجع مؤشر التوقعات بـ 4.6 نقاط ليصل إلى 81.7 نقطة. تجدر الإشارة إلى أن قراءة مؤشر التوقعات دون 80 نقطة تعتبر عادةً مؤشرًا على اقتراب الركود.
المخاوف الرئيسية: الوظائف والتضخم
يركز المستهلكون في مخاوفهم على سوق العمل والتضخم. أشار التقرير إلى أن نسبة الذين يرون أن “الوظائف وفيرة” انخفضت إلى 30.9% مقارنة بـ 32.7% في أغسطس، بينما ارتفعت نسبة الذين يجدون أن “الحصول على وظيفة صعب” إلى 18.3% من 16.8%.
أما بالنسبة للتضخم، فقد ارتفعت توقعات الأسعار على مدى 12 شهرًا إلى 5.2%، مع بقاء زيادة الأسعار على رأس قائمة المخاوف الاقتصادية.
يأتي هذا التراجع في ثقة المستهلكين بعد أقل من أسبوع من إعلان الاحتياطي الفيدرالي عن خفض سعر الفائدة القياسي بمقدار نصف نقطة مئوية. هذه الخطوة جاءت بهدف دعم الاقتصاد في ظل تزايد المخاوف من تراجع سوق العمل والتضخم.
كانت هذه أول مرة يقوم فيها الاحتياطي الفيدرالي بخفض سعر الفائدة منذ أربع سنوات، وقد تجاوز الخفض التقليدي بمقدار ربع نقطة مئوية، مما يعكس حجم القلق بشأن الاقتصاد الحالي والمستقبلي.
يشير تراجع ثقة المستهلكين في سبتمبر إلى تحديات اقتصادية مستقبلية، خصوصًا مع تزايد المخاوف حول سوق العمل والتضخم. وتأتي هذه التحولات في وقت حساس حيث يحاول صناع السياسات الاقتصادية اتخاذ قرارات للحفاظ على استقرار الاقتصاد وتجنب الدخول في ركود محتمل.
اقرأ أيضا…