تأجيل الاستثمارات في بريطانيا وسط تحذيرات من ميزانية حزب العمال
بدأت الشركات في المملكة المتحدة تأجيل استثماراتها تحسبًا لميزانية حزب العمال المقررة الشهر المقبل، مما يزيد من المخاوف بأن الخطاب الاقتصادي المتشائم للحكومة الجديدة يعوق النمو بالفعل.
وفقًا لمؤشر مديري المشتريات المركب الصادر عن S&P Global، تراجع المؤشر بشكل طفيف إلى 52.9 في سبتمبر مقارنة بـ 53.8 في أغسطس. بينما كان الاقتصاديون يتوقعون قراءة عند 53.5، مع الأخذ في الاعتبار أن أي قراءة فوق 50 تشير إلى النمو.
أظهر الاستطلاع أن الشركات في القطاع الخاص أصبحت أكثر حذرًا بشأن الزيادات الضريبية وخفض الإنفاق، وهو ما من المتوقع أن تعلنه حكومة رئيس الوزراء كير ستارمر في ميزانية 30 أكتوبر. بعض العملاء يتبنون نهج “الانتظار والترقب” في اتخاذ القرارات.
قال كريس ويليامسون، كبير الاقتصاديين في S&P Global: “تم تأجيل خطط الاستثمار، في انتظار الوضوح حول سياسات الحكومة الجديدة، لا سيما فيما يتعلق بالضرائب”. وأضاف: “حتى التوظيف تعطل بسبب عدم اليقين الاقتصادي على المدى القصير قبل الميزانية”.
ثقة المستهلك وتأثيرها على الاقتصاد
يتماشى ذلك مع استطلاع للرأي أجرته شركة GfK صدر يوم الجمعة، والذي أظهر أن ثقة المستهلك انخفضت هذا الشهر بأسرع وتيرة لها في عامين ونصف، بسبب المخاوف بشأن قرارات حزب العمال المالية المتوقعة والتي قد تكون “مؤلمة”. وتشير هذه المؤشرات إلى أن تحذيرات ستارمر بشأن الإرث الاقتصادي لحكومته قد تقوض سعيه لتحقيق نمو اقتصادي أسرع.
تحاول وزيرة الخزانة، راشيل ريفز، تعزيز التفاؤل في هذا السياق، حيث تعهدت بأن ميزانيتها لن تعيد البلاد إلى سياسة التقشف. وقبيل خطابها في مؤتمر حزب العمال في ليفربول، وعدت ريفز بأن الإنفاق الحكومي سيزداد بالقيمة الحقيقية خلال فترة البرلمان الحالية.
تعهدات حكومة حزب العمال للنمو
وقالت ريفز في خطابها المرتقب: “أستطيع رؤية الجائزة المتاحة إذا قمنا باتخاذ الخيارات الصحيحة الآن”، مشيرة إلى أن “النمو هو التحدي والاستثمار هو الحل”.
رغم المخاوف، لا تخلو أرقام S&P Global من بعض الإيجابيات. فقد شهد الاقتصاد توسعًا للشهر الحادي عشر على التوالي، مع تسجيل نشاط قوي في الأعمال الجديدة وتعزيز دفاتر الطلبات عبر قطاع الخدمات. وأظهرت البيانات أيضًا علامات على تباطؤ التضخم، حيث انخفض مؤشر الأسعار إلى أدنى مستوى له خلال 42 شهرًا.
أشار ويليامسون إلى أن “البيانات تلمح إلى هبوط طفيف للاقتصاد البريطاني، حيث يظهر أن المعركة ضد التضخم تُكسب تدريجيًا دون أن تتسبب أسعار الفائدة المرتفعة في حدوث ركود”.
تحسن طفيف في الأسعار
ارتفعت الأسعار التي تفرضها الشركات الخاصة بأبطأ وتيرة منذ فبراير 2021، وفقًا لما أفادت به S&P Global. ووجد الاستطلاع أن العديد من الشركات أشارت إلى أن “الضغوط التنافسية الشديدة” تعمل ككابح على قدرتها على زيادة الأسعار. فيما ظل الجنيه الإسترليني منخفضًا تحت مستوى 1.33 دولار.
أشار بنك إنجلترا الأسبوع الماضي إلى تبني نهج حذر تجاه خفض أسعار الفائدة، حيث أبقى تكاليف الاقتراض دون تغيير بعد أن قرر في أغسطس إجراء أول خفض منذ جائحة كورونا.
اقرأ أيضا…
2 Comments