خطوة قوية من الفيدرالي لن تدفع بنك إنجلترا إلى خفض مفاجئ للفائدة
بينما يستعد المتداولون لتأثير مزدوج لقرارات السياسة النقدية من كل من الاحتياطي الفيدرالي وبنك إنجلترا، وقال اقتصاديون إن خفضا كبيرا للفائدة من قبل الفيدرالي لن يمنع بنك إنجلترا من الحفاظ على معدل الفائدة هذا الأسبوع.
توقعات الأسواق لخفض الفائدة
تشير توقعات الأسواق إلى احتمالية تزيد عن 60% بأن يختار الفيدرالي خفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس بدلا من 25 نقطة أساس في اجتماع الأربعاء، حيث يتراوح المعدل الحالي بين 5.25% و5.50%. سيكون هذا أول خفض للفائدة من الفيدرالي في هذه الدورة.
في المقابل، انخفضت احتمالات خفض الفائدة من بنك إنجلترا في اجتماع الخميس من 35% مساء الثلاثاء إلى 26% صباح الأربعاء، لكنها لا تزال أعلى قليلاً مما كانت عليه الأسبوع الماضي. جاء هذا التغيير بعد أن استقر **التضخم في المملكة المتحدة** عند 2.2% لشهر أغسطس، وهو نفس مستوى يوليو ومتوافق مع التوقعات، مما يدعم الحاجة إلى مزيد من الحذر في قرارات البنك المركزي البريطاني.
التضخم في الخدمات وقطاع الطاقة
على الرغم من أن معدل التضخم العام في بريطانيا استقر عند أو بالقرب من هدف البنك المركزي البالغ 2% لمدة خمسة أشهر، إلا أن التضخم في قطاع الخدمات – الذي يمثل 81% من اقتصاد المملكة المتحدة – استمر في الارتفاع، حيث بلغ 5.6% في أغسطس مقارنة بـ5.2% في يوليو.
كما ساهمت انخفاضات أسعار الطاقة في تراجع معدل التضخم العام، بينما انخفض التضخم الأساسي– الذي يستثني الطاقة والغذاء والكحول والتبغ – بوتيرة أبطأ.
تأثير قرارات الفيدرالي على بنك إنجلترا
أوضح سانجاي راجا، كبير الاقتصاديين في دويتشه بنك، أن خفضًا أقوى للفائدة من الفيدرالي لن يؤثر بالضرورة على قرار بنك إنجلترا هذا الأسبوع، خاصة أن لجنة السياسة النقدية في بنك إنجلترا تتخذ قراراتها عادة في فترة الظهيرة يوم الأربعاء قبل إعلان القرار يوم الخميس.
ومع ذلك، قد يؤثر قرار الفيدرالي في مناقشات اللجنة حول المخاطر المتعلقة بالتضخم والنمو في الاقتصاد، وربما يشجع البعض على الدعوة لتخفيف السياسة النقدية بسرعة أكبر إذا ما أظهر الفيدرالي مؤشرات لذلك.
التحديات الاقتصادية في الاقتصادات المتقدمة
قال جورج لازاريس، كبير الاقتصاديين في Forvis Mazars، إن التضخم في الخدمات يرتفع في الاقتصادات المتقدمة، وتعتمد هذه الاقتصادات على عوامل خارجية لخفض التضخم العام. وأوضح أن التضخم العام ينخفض لأن الصين تعاني من تباطؤ اقتصادي أكبر مما ترغب في الاعتراف به، مما يؤدي إلى تضخم عالمي أقل، وهو ما يفيد البنوك المركزية.
أوضح لازاريس أن هذا العامل الخارجي يعني أنه سيكون من المبكر خفض الفائدة بشكل كبير في كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. لذلك، لا يتوقع أن يقوم الفيدرالي بخفض بمقدار 50 نقطة أساس، ولا يتوقع أن يقوم بنك إنجلترا بخفض الفائدة هذا الأسبوع، حتى مع محاولات تعزيز النمو الاقتصادي البطيء.
وأضاف لازاريس أن خفض الفائدة بسرعة وبشكل كبير قد يجبر البنوك المركزية على رفع الفائدة مرة أخرى في العام المقبل، مما قد يضر بمصداقيتها ويؤثر على توقعات التضخم.
توجهات الفيدرالي المستقبلية
أشار لازاريس إلى أن توقعات السوق لخفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس تعتمد على وضع سوق السندات، لكنها لا تعكس آراء معظم الاستراتيجيين. كما أوضح أن الفيدرالي قد يكون متأخرا في خفض الفائدة، لكنه سيلعب دورًا كبيرًا في تحديد التوجهات المستقبلية.
بدأ بنك إنجلترا في تخفيف السياسة النقدية بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في أغسطس، لكن أعضاء لجنة السياسة النقدية انقسموا بشدة حول القرار، حيث صوت خمسة أعضاء لصالح الخفض وأربعة ضد، معربين عن مخاوفهم بشأن سوق العمل وقطاع الخدمات.
قالت شركة الاستشارات Capital Economics إن بيانات التضخم الصادرة يوم الأربعاء تدعم احتمال تثبيت الفائدة في اجتماع سبتمبر، وتوقعت خفضًا بمقدار 25 نقطة أساس في الاجتماع المقبل في نوفمبر. وأضافت أن الضغوط النزولية من أسعار الغذاء والوقود قد تم تعويضها بارتفاعات في أسعار المعدات المنزلية والترفيه والثقافة وتذاكر الطيران.
اقرأ أيضا…
2 Comments