الصين تسجل أسرع نمو للصادرات في عام ونصف وسط تحديات اقتصادية وتباطؤ في الواردات
نقلاً عن رويترز – شهدت الصادرات الصينية في شهر أغسطس نمواً بأسرع وتيرة منذ عام ونصف، حيث زادت بنسبة 8.7٪ على أساس سنوي، متجاوزة توقعات الاقتصاديين التي كانت تشير إلى زيادة بنسبة 6.5٪.
هذا النمو السريع للصادرات يأتي في وقت تسارع فيه الشركات الصينية لإتمام الطلبات قبل فرض الرسوم الجمركية من قبل العديد من الشركاء التجاريين الدوليين. في المقابل، جاءت الواردات الصينية أقل من التوقعات، حيث ارتفعت بنسبة 0.5٪ فقط، مما يعكس ضعف الطلب المحلي.
التحديات التي تواجه الاقتصاد الصيني
في حين يعتبر أداء الصادرات قويًا، إلا أن الواردات الضعيفة تسلط الضوء على التحدي الكبير الذي يواجهه الاقتصاد الصيني. تسعى الحكومة إلى تعزيز النمو الاقتصادي دون الاعتماد بشكل مفرط على الصادرات، خاصة في ظل القيود التي تواجهها المحفظة الاستهلاكية داخل البلاد.
خلال العام الماضي، شهد الاقتصاد الصيني تباطؤًا في النمو بسبب أزمة قطاع العقارات الممتدة، وتراجع الطلب على السلع محليًا ودوليًا.
وأظهر مسح حديث أن أسعار المصانع في أدنى مستوياتها منذ 14 شهرًا، ما يشير إلى قيام المصنعين بخفض الأسعار لتلبية الطلب المتراجع، وهي إشارة واضحة للتحديات التي تواجه المنتجين الصينيين.
التجارة العالمية
أصبح الفائض التجاري للصين مع الولايات المتحدة أكبر في أغسطس، حيث بلغ 33.81 مليار دولار، مما يبرز استمرار التجارة غير المتوازنة بين البلدين. في الوقت نفسه، أوروبا، أحد أهم شركاء الصين التجاريين، تتبنى سياسات أكثر حماية، ما زاد من الضغوط الجمركية على الصادرات الصينية.
من جهة أخرى، تخطط دول مثل كندا والهند وإندونيسيا لفرض تعريفات جديدة على المنتجات الصينية، بما في ذلك السيارات الكهربائية، الصلب، والمنسوجات، مما يزيد من الصعوبات التي تواجهها الاقتصاديات الصينية في الأسواق العالمية.
ومع ذلك، فإن التباطؤ في الواردات، لا سيما من السلع الأساسية مثل خام الحديد وفول الصويا، يثير القلق بشأن ضعف الطلب المحلي وقطاع البناء، مما قد يؤثر على قدرة الصين على الاستمرار في تحقيق نمو اقتصادي مستدام.
وعلى الرغم من الأرقام القوية للصادرات، لا يزال هناك تخوف من تفاقم التوترات التجارية مع الولايات المتحدة، خاصة إذا عاد الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في الانتخابات المقبلة.
ما قد يؤدي إلى فرض تعريفات إضافية ويؤثر على الشحنات الصينية المستقبلية، ويزيد من الضغوط على النمو الاقتصادي للصين في السنوات القادمة.
اقرأ ايضاً:
تعليق واحد