تماسك الدولار يدفع أسعار الذهب لمزيد من التصحيح السلبي
وسع الذهب من خسائره للجلسة الرابعة على التوالي وذلك في ظل ترقب الأسواق لبيانات الوظائف الأمريكية، بالإضافة إلى استقرار مستويات الدولار الأمريكي وتماسكه بشكل زاد من الضغط السلبي على أسعار المعدن النفيس.
انخفض سعر الذهب الفوري اليوم بنسبة 0.4% ليسجل أدنى مستوى في أسبوعين عند 2471 دولار للأونصة ليتداول سعر الذهب حالياً عند المستوى 2483 دولار للأونصة بعد أن افتتح تداولات اليوم عند المستوى 2492 دولار للأونصة.
لليوم الرابع على التوالي يستمر الذهب في التراجع بسبب رغبة الأسواق في التصحيح السلبي قبل صدور تقرير الوظائف الأمريكي نهاية هذا الأسبوع، خاصة أن التوقعات تشير إلى أداء إيجابي لقطاع العمالة الأمريكي خلال شهر أغسطس، الأمر الذي من شأنه أن يقلل من الضغوط على البنك الفيدرالي الأمريكي.
في حال جاءت بيانات الوظائف يوم الجمعة القادمة بأفضل من التوقعات وشاهدنا تراجع في معدل البطالة قد يقلل هذا من توقعات قيام البنك الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة 50 نقطة أساس في اجتماعه 17-18 من الشهر الجاري، وهو الأمر الذي قد يزيد من الضغط السلبي على أسعار الذهب.
من جهة أخرى صدرت يوم أمس بيانات مؤشر معهد التزويد للقطاع الصناعي الأمريكي عن شهر أغسطس ليظهر تقلص انكماش القطاع بشكل معتدل، مما ساعد على تراجع مخاوف سقوط الاقتصاد الأمريكي في الركود، وهو الأمر الذي ثبت أقدام الدولار الأمريكي يوم أمس بشكل زاد من الضغط السلبي على أسعار الذهب.
التصريحات الأخيرة من رئيس البنك الفيدرالي الأمريكي جيروم باول أشار خلالها أن الوقت قد حان إلى تغيير السياسة النقدية، إلى جانب عدم رضاء البنك عن المزيد من تراجع الوظائف الجديدة، وهو ما يدل على تركيز البنك الفيدرالي خلال الفترة القادمة على بيانات قطاع العمالة.
اليوم تصدر بيانات فرص العمل المتاحة في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي أولى بيانات الوظائف التي تصدر هذا الأسبوع عن الولايات المتحدة الأمريكية.
قد تساهم البيانات الأمريكية في تحركات الذهب بشكل كبير وذلك حتى صدور تقرير الوظائف الحكومي للقطاع الغير زراعي يوم الجمعة القادمة، والذي سيكون له أكبر تأثير على تحركات السوق قبل الاغلاق الأسبوعي.
من جهة أخرى نجد أن بنك أوف أمريكا قد أكد على توقعاته السابقة أن الذهب سيصل إلى المستوى 3000 دولار للأونصة بحلول عام 2025، وهي التوقعات التي أطلقها في أواخر العام الماضي 2023.
أعلن مجلس الذهب العالمي أن مشتريات البنوك المركزية من الذهب خلال شهر يوليو الماضي قد وصلت إلى 45 طن من الذهب، بينما كانت صافي مشتريات البنوك بعد خصم المبيعات عند 37 طن من الذهب.
حيث أضافت 7 بنوك مركزية طن أو أكثر من الذهب في حين خفض بنك مركزي واحد فقط من حيازاته من الذهب. وكان البنك المركزي البولندي في صدارة البنوك التي أضافت لاحتياطاتها من الذهب، ليقوم بإضافة 14 طن وهي اكبر زيادة شهرية منذ نوفمبر 2023.
ويرى بنك أوف أمريكا أنه من شأن ارتفاع التدفقات إلى الصناديق المتداولة في البورصة المدعومة بالذهب إلى جانب زيادة أحجام مقاصة رابطة سوق السبائك في لندن أن تكون مؤشرات مبكرة لارتفاع الطلب على الذهب.
أيضاً مشتريات البنوك المركزية المستمرة أمرا بالغ الأهمية، حيث قد تؤدي الجهود المبذولة لخفض حصة الدولار الأمريكي في احتياطيات النقد الأجنبي إلى مزيد من عمليات الشراء بالنسبة.