الذهب يفشل في الاستفادة من انهيار الأسواق المالية

تشهد الأسواق المالية العالمية انهيار منذ نهاية الأسبوع الماضي وسط عمليات بيع مفتوحة للأسهم والعملات العالمية، ولكن الذهب فشل في الاستفادة من هذه التراجعات، حيث لم تنتقل الاستثمارات إلى سوق الذهب الأمر الذي تسبب في تراجع للمعدن النفيس مع استمرار التذبذب ضمن نطاق محدد.
انخفض سعر الذهب الفوري خلال تداولات اليوم الاثنين بنسبة 0.8% ليسجل أدنى مستوى عند 2413 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند 2422 دولار للأونصة وكان قد افتتح جلسة اليوم عند 2441 دولار للأونصة.

بدأت عمليات البيع المفتوحة في أسواق الأسهم الأمريكية منذ نهاية الأسبوع الماضي لتنتقل إلى باقي أسواق الأسهم العالمية، وصاحب هذا تزايد في المقابل على شراء السندات الحكومية الأمريكية وغيرها من السندات ذات التصنيف الائتماني المرتفع.
أيضاً مؤشر VIX لتقلب الأسواق والذي يسمى بمؤشر الخوف ارتفع اليوم بنسبة 42% وسجل أعلى مستوى منذ سبتمبر 2020 مما يدل على المخاوف التي تسيطر على المستثمرين حول العالم وانعكاس هذا على الأسواق المالية العالمية.
نتيجة للإقبال الكبير على شراء السندات انخفض العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى أدنى مستوى يونيو 2023 وذلك بعد انخفاض خلال الأسبوع الماضي بنسبة 10%.
نتيجة لهذا أيضاً انخفض الدولار الأمريكي وسجل اليوم أدنى مستوى منذ 5 أشهر مسجلاً انخفاض بنسبة 0.6% بعد انخفاض يوم الجمعة السابقة بنسبة 1%.
كل هذه العوامل كان من المفترض أن تدعم ارتفاع الذهب بشكل كبير لأنه يرتبط بعلاقة عكسية مع كل من عوائد السندات ومستويات الدولار الأمريكي، ولكن عزوف المستثمرين عن الذهب واتجاههم إلى سوق السندات دفع سعر المعدن النفيس إلى التراجع.
بالرغم من هذا لم يستسلم الذهب للانخفاض بشكل كبير ليظل في التداول حتى الآن بين نطاق 2450 – 2420 دولار للأونصة، وكون الذهب مستمر في التداول فوق المستوى 2400 دولار للأونصة يبقي على الاتجاه الصاعد على المدى القصير.
السبب وراء تماسك أسعار الذهب يبقى هو الطلب المستمر على الملاذ الآمن وذلك بسبب تزايد التوترات في منطقة الشرق الأوسط مع توقعات بتوسع رقعة الحرب الأمر الذي يبقي الطلب متواجد على الذهب كملاذ آمن في الأسواق المالية.
الجدير بالذكر أن بداية هذا الطوفان من المخاوف في الأسواق المالية جاء من تقرير الوظائف الحكومي الأمريكي الذي صدر نهاية الأسبوع الماضي، والذي شهد انخفاض في اعداد الوظائف الجديدة خلال شهر يوليو بالإضافة إلى ارتفاع معدل البطالة إلى 4.3% لأعلى مستوى منذ 3 سنوات.
تسبب هذا التقرير في تزايد التوقعات في الأسواق أن الاقتصاد الأمريكي قد يدخل في ركود اقتصادي، وهو الأمر الذي سيدفع البنك الفيدرالي إلى خفض سريع في أسعار الفائدة بداية من شهر سبتمبر القادم.
التوقعات تشير إلى احتمال بنسبة 100% أن يخفض البنك الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في سبتمبر، بالإضافة إلى احتمال آخر تخطى 70% أن يقوم البنك بخفض الفائدة 50 نقطة أساس في سبتمبر.