بداية سلبية للذهب في ظل غياب الدعم من الطلب على الملاذ الآمن
افتتح الذهب تداولات الأسبوع على انخفاض في ظل استمرار تصحيح الذهب السلبي الذي بدأ خلال الأسبوع الماضي بعد فشل المعدن النفيس في استغلال ضعف الدولار الأمريكي وتراجع عوائد سندات الخزانة الأمريكية.
انخفضت أسعار الذهب خلال جلسة اليوم بنسبة 0.3% ليتداول وقت كتابة التقرير عند المستوى 1986، يأتي هذا بعد انخفاض خلال الأسبوع الماضي بنسبة 0.7%.
التراجع الحالي في أسعار الذهب يأتي على الرغم من انخفاض مستويات الدولار مقابل العملات الرئيسية بعد اجتماع البنك الفيدرالي الأسبوع الماضي والذي رأت الأسواق أن نبرة التشديد النقدي لدى البنك كانت أقل من المتوقع.
الأسواق الآن تتوقع أن البنك الفيدرالي قد انتهى من سلسلة رفع أسعار الفائدة، وهو ما دفع توقعات الأسواق إلى تسعير احتمال بنسبة 95% أن البنك الفيدرالي في سيقوم بتثبيت أسعار الفائدة دون تغيير خلال اجتماعه القادم في شهر سبتمبر.
من جهة أخرى نجد أن العائد على السندات الحكومية الأمريكية قد انخفض خلال الأسبوع الماضي بنسبة 5.5% ليسجل أدنى مستوى منذ 5 أسابيع عند المستوى 4.484%، وكان من المفترض أن يعمل هذا على دعم ارتفاع أسعار الذهب ولكن التصحيح السلبي كان هو المسيطر على أسعار المعدن النفيس.
أيضاً الدولار الأمريكي وسع خسائره اليوم الاثنين للجلسة الرابعة على التوالي ليسجل أدنى مستوى منذ 6 أسابيع، ولكن الذهب لا يزال يفشل في استغلال هذا التراجع في مستويات الدولار والعائد على السندات الأمريكية.
السبب الرئيسي وراء عدم قدرة الذهب على الارتفاع يرجع إلى تراجع الطلب على الملاذ الآمن في الأسواق بسبب عدم توسع رقعة الحرب في قطاع غزة، الأمر الذي دفع الأسواق إلى الانتقال للاستثمارات الخطرة مثل أسواق الأسهم الأمريكية التي شهدت انتعاش خلال الأسبوع الماضي.
حتى الآن الذهب مستمر في التحرك داخل نطاق من منطقة 1975 – 1980 دولار للأونصة التي تمثل دعم للأسعار، وبين المستوى 2000 دولار للأونصة.
كسر منطقة الدعم يدفع السعر إلى منطقة 1950 دولار للأونصة، بينما اختراق المستوى 2000 ومن بعده المستوى 2010 دولار للأونصة يفتح الباب للوصول إلى المستهدف عند 2020 دولار للأونصة، ومن بعدها المستوى 2050 دولار للأونصة.
ننتظر هذا الأسبوع حديث رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول في وقت لاحق من هذا الأسبوع، حيث تنتظر الأسواق توضيح بشأن مستقبل السياسة النقدية للبنك الفيدرالي بعد عدم الوضوح في اجتماع البنك الأسبوع الماضي.
في حالة عودة جيروم باول إلى التأكيد على فرص رفع جديد لأسعار الفائدة خلال الفترة القادمة، سنجد عوائد السندات تعود إلى الارتفاع من جديد، وهو ما له تأثير مباشر على دفع أسعار الذهب إلى الانخفاض، خاصة بعد أن فقد الدعم من تراجع الطلب على الملاذ الآمن.
أما بالنسبة للطلب على الذهب على المدى المتوسط إلى الطويل فتستمر التوقعات إيجابية بشكل كبير بسبب ارتفاع الطلب من قبل البنوك المركزية على الذهب الفعلي بالإضافة إلى توقعات بتباطؤ الاقتصاد الأمريكي بسبب عمليات رفع الفائدة وهو ما بدأ في الظهور من بيانات شهر أكتوبر عن قطاع الوظائف التي جاءت أقل من المتوقع بالإضافة إلى ارتفاع معدل البطالة.