الذهب يتداول بالقرب من مستويات تاريخية بدعم من توقعات خفض الفائدة الأمريكية

ارتفع سعر الذهب خلال تداولات اليوم الخميس ليتداول بالقرب من اعلى مستوى تاريخي سجله يوم أمس، وذلك في ظل بقاء التوقعات أن البنك الفيدرالي في طريقه إلى خفض أسعار الفائدة خلال اجتماع شهر سبتمبر، هذا بالإضافة إلى تزايد الطلب على الملاذ الآمن في الأسواق.

ارتفع سعر الذهب الفوري خلال تداولات اليوم بنسبة 0.3% ليسجل أعلى مستوى عند 2475 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 2463 دولار للأونصة وكان قد افتتح جلسة اليوم عند 2458 دولار للأونصة.

يذكر ان سعر الذهب ارتفع يوم أمس ليسجل أعلى مستوى تاريخي عند 2483 دولار للأونصة قبل أن يتراجع سعر الذهب بشكل محدود ليغلق على انخفاض، واليوم يعود السعر إلى تجميع زخم إيجابي من جديد بهدف النجاح في اختراق منطقة المقاومة حول المستوى 2480 دولار للأونصة والوصول إلى مستهدف الذهب عند المستوى النفسي 2500 دولار للأونصة.

يبقى المحرك الرئيسي لأسعار الذهب حالياً هي التوقعات المتزايدة في الأسواق المالية أن البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في طريقه إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في اجتماع شهر سبتمبر القادم، بالإضافة إلى خفض آخر في ديسمبر، وهو الأمر الذي يسبب دعم أسعار الذهب.

يذكر أن عمليات خفض أسعار الفائدة تقلل من تكلفة الفرصة البديلة للذهب الذي لا يقدم عائد لحائزيه، الأمر الذي يزيد من جاذبية الذهب حالياً.

البيانات الاقتصادية الأخيرة التي تصدر عن الاقتصاد الأمريكي تظهر تراجع في أداء النشاط الاقتصادي وتباطؤ في قطاع العمالة، بالإضافة إلى تراجع بيانات التضخم مما ساعد على تزايد التوقعات بأن البنك الفيدرالي قد يكتفي من الفائدة المرتفعة بحلول شهر سبتمبر ليبدأ في تيسير السياسة النقدية.

قال عضو البنك الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر يوم الأربعاء إن الوقت المناسب لخفض أسعار الفائدة من البنك الفيدرالي الأمريكي “يقترب”، لكن عدم اليقين بشأن مسار الاقتصاد يجعل من غير الواضح متى قد يحدث خفض في تكلفة الاقتراض قصير الأجل.

كما أشار والر أنه يعتقد أن البيانات الحالية تتفق مع تحقيق “الهبوط الناعم”، وسيراقب البنك البيانات خلال الشهرين المقبلين لدعم هذا الرأي.

من جهة أخرى قال رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك جون ويليامز في مقابلة إن البنك الفيدرالي “يقترب” من النقطة التي يمكنه عندها البدء في خفض أسعار الفائدة لكنه سيفتقر إلى البيانات الكافية قبل اجتماعه في يوليو لتأكيد أن التضخم في مسار مستدام يعود إلى 2٪. نشرت يوم الاربعاء.

ساعدت هذه التصريحات على زيادة التوقعات أن البنك الفيدرالي يستعد لتغيير السياسة النقدية، وهو الأمر الذي شجع انتقال التدفقات إلى المضاربة على الذهب بشكل كبير.

بالإضافة إلى هذا تزايد الطلب على الذهب كملاذ آمن في الأسواق مع تزايد التوترات الجيوسياسية المتعلقة بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، خاصة بعد تعرض المرشح دونالد ترامب لمحاولة اغتيال.

بينما أشار مؤسسة بلومبرج في تقرير لها أن فرص تجدد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين تتزايد حيث تدرس الولايات المتحدة الأمريكية فرض عقوبات أكثر صرامة على قطاعات التكنولوجيا وصناعة الرقائق وهو الأمر الذي قد يؤجج الصراع التجاري حول العالم.