الدولار الأمريكي يقلص من مكاسبه خلال جلسة اليوم بالرغم من تحسن مبيعات التجزئة

تقلصت مكاسب الدولار الأمريكي خلال تداولات اليوم الثلاثاء، وذلك على الرغم من تحسن بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية بأفضل من التوقعات، ولكن تزايد رهانات الأسواق المالية بشأن خفض البنك الفيدرالي لأسعار الفائدة في سبتمبر القادم تحد من فرص تعافي الدولار الأمريكي.

ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي خلال تداولات اليوم بنسبة 0.2% ليسجل اعلى مستوى منذ بداية الأسبوع عند 104.51 قبل أن يتراجع إلى المستوى 104.43 الذي يتداول عنده حالياً وكان قد افتتح جلسة اليوم عند المستوى 104.24.

انعكست حركة مؤشر الدولار خلال تداولات الأمس نحو الأعلى بعد أن اقترب من مستوى الدعم 104.00 ليعود اليوم ويحاول اختراق مستوى المقاومة 104.45، ولكن يظل الضغط السلبي قائم على حركة الدولار.

جاءت قراءة مؤشر مبيعات التجزئة الأمريكية عن شهر يونيو ثابتة دون تغيير بنسبة 0.0% بعد أن كانت التوقعات تشير إلى انخفاض بنسبة – 0.3% وكانت القراءة السابقة قد تم تعديلها إلى المستوى 0.3% بعد أن كانت بنسبة 0.1%.

أما عن المؤشر الأساسي الذي يستثني عوامل التذبذب فقد ارتفع إلى المستوى 0.4% بأفضل من التوقعات والقراءة السابقة عند 0.1%.

تظهر البيانات أن الأسر الأمريكية أصبحت أكثراً تأثراً بتغيرات الأسعار وتركز على الاحتياجات الأساسية فقط، وهو ما يتضح في تقارير الأرباح من كبار تجار التجزئة والمصنعين.

لقد استنزفت معظم الأسر المدخرات الزائدة التي تراكمت خلال جائحة كوفيد-19، وتحمل الكثير من ديون بطاقات الائتمان، والتي أصبحت أكثر تكلفة مع بقاء أسعار الفائدة مرتفعة. ويشهد نمو الأجور اعتدالا أيضا مع تباطؤ سوق العمل. ومع ذلك فإن وتيرة الإنفاق الاستهلاكي لا تزال كافية للحفاظ على التوسع الاقتصادي على المسار الصحيح.

تحسن بيانات مبيعات التجزئة جاء في عكس اتجاه البيانات الأمريكية مؤخراً التي تظهر تباطؤ في النشاط الاقتصادي، وتراجع في أداء قطاع العمالة الأمريكية، هذا بالإضافة إلى تراجع معدلات التضخم.

من جهة أخرى جاءت تصريحات رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول يوم أمس لتشير إلى أن بيانات التضخم خلال الربع الثاني من العام زادت من ثقة البنك الفيدرالي بحدوث تراجع مستدام في التضخم ليتجه إلى مستهدف البنك عند 2%، الأمر الذي يدل على تهيئة البنك الفيدرالي لتغير السياسة النقدية وخفض الفائدة.

الأسواق المالية تضع تسعير كامل حالياً أن البنك الفيدرالي في طريقه إلى خفض أسعار الفائدة في شهر سبتمبر القادم، على أن يتبع هذا خفض جديد للفائدة في ديسمبر.

كما تنتظر الأسواق تصريحات لبعض أعضاء البنك الفيدرالي الأمريكي خلال هذا الأسبوع في محاولة لمراقبة نبرة حديثهم عن السياسة النقدية ومستقبل أسعار الفائدة الأمريكية.