ضعف بيانات الوظائف يدفع الدولار إلى هبوط حاد

تباطأ نمو الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة الأمريكية خلال شهر أكتوبر بالإضافة إلى ارتفاع معدل البطالة وتراجع نمو الأجور، الأمر الذي دفع الدولار الأمريكي إلى هبوط حاد في ظل توقعات بانتهاء فرص البنك الفيدرالي لمزيد من التشديد النقدي ورفع للفائدة.
أظهر تقرير الوظائف الحكومي الأمريكي عن القطاع الغير زراعي ارتفاع الوظائف الجديدة خلال أكتوبر بمقدار 150 ألف وظيفة بأقل من التوقعات التي كانت تشير إلى 178 ألف وظيفة، بينما تم تعديل القراءة السابقة بشكل سلبي لتظهر وظائف بقيمة 297 ألف وظيفة بعد أن كانت 336 ألف.
من جهة أخرى ارتفع معدل البطالة خلال الشهر الماضي إلى 3.9% بعد أن كانت القراءة السابقة والتوقعات بنسبة 3.8%، بينما ارتفع معدل الأجر في الساعة بنسبة 0.2% دون تغير عن القراءة السابقة بينما كانت التوقعات تشير إلى ارتفاع بنسبة 0.3%.
تسببت البيانات في انخفاض حاد في مستويات الدولار الأمريكي، فقد انخفض مؤشر الدولار فور صدور البيانات ليسجل أدنى مستوى منذ بداية الأسبوع عند 105.067 مسجلاً انخفاض خلال جلسة اليوم بنسبة 0.8%.
على المستوى الأسبوعي انخفض مؤشر الدولار حتى الآن بنسبة 1.2% وكان قد سجل أعلى مستوى منذ 4 أسابيع خلال الأسبوع عند 106.968.
الأسواق الآن زادت من تأكيدها أن البنك الفيدرالي لن يلجأ إلى رفع أسعار الفائدة خلال اجتماعه القادم، وأن دورة رفع أسعار الفائدة قد انتهت عند هذه المستويات، وذلك بعد أن أظهرت البيانات ضعف في قطاع العمالة وبالتالي تأثر الاقتصاد الأمريكي بعمليات التشديد النقدي.
أحد الأسباب المباشرة وراء تراجع أعداد الوظائف الجديدة كان إضرابات اتحاد عمال السيارات المتحدين ضد شركات صناعة السيارات “الثلاثة الكبار” في ديترويت مما أدى إلى انخفاض جداول الرواتب في قطاع التصنيع.
من جهة أخرى انخفض مؤشر متوسط الأجور الذي يعد مؤشر غير مباشر للتضخم، وهو الأمر الذي يخفف من ضغوط التضخم من قبل المستهلكين، وبالتالي كان التأثير سلبي على مستويات الدولار.
البنك الاحتياطي الفيدرالي قام بثبيت أسعار الفائدة خلال اجتماعه الأخير وترك الباب مفتوح أمام رفع جديد للفائدة، ولكن بيانات اليوم قد تكون بداية لحسم الأمر بانتهاء دورة رفع الفائدة، خاصة أن التوقعات تشير أن الاقتصاد الأمريكي سيختبر العديد من البيانات التي تشير إلى ضعف معدلات النمو خلال الفترة القادمة.
الاقتصاد الأمريكي سجل نمو خلال الربع الثالث بما يقارب 5% ولكن قد نشهد تراجع في معدلات النمو خلال الربع الرابع خاصة مع بداية تأثر الاقتصاد الأمريكي بعمليات رفع الفائدة التي بدأت منذ مارس 2022، إلى جانب أية أضرار في قطاع الائتمان نتيجة الرفع المتتالي للفائدة.
مؤشر الدولار يواجه منطقة دعم قوية حاليا بين 105 و 105.15 وكسر هذه المنطقة يفتح الباب أمام المزيد من الهبوط للمؤشر ويستهدف المستوى 104.50، الأمر الذي يفتح الباب لمزيد من تعافي العملات الرئيسية والسلع على حساب الدولار الضعيف.