عقبات أمام اليورو تمنعه من الصعود

ارتفع اليورو خلال تداولاته هذا الأسبوع ولكن ارتفاعه جاء محدود ليغطي بالكاد خسائره خلال الأسبوع الماضي، فيما يبدوا أنه فشل في تحقيق الاستفادة من تراجع مستويات الدولار الأمريكي، وذلك بسبب عدد من العقبات الاقتصادية تمنعه من الصعود.
زوج اليورو دولار ارتفع منذ بداية الأسبوع بنسبة 0.6% وسجل أعلى مستوى عند 1.0675 ليتداول وقت كتابة التقرير عند المستوى 1.0631.
المخاوف من الركود الاقتصادي في منطقة اليورو في ظل البيانات الضعيفة التي تصدر عن المنطقة الأوروبية تعمل على الحد من فرص تعافي اليورو، وهو السبب وراء عدم قدرة العملة الأوروبية الموحدة على الاستفادة من تراجع مستويات الدولار الأمريكي.
بالرغم من هذا أشار فيليب لين كبير الاقتصاديين في البنك المركزي الأوروبي أنه لا تزال عناك فرص جيدة أمام اقتصاد منطقة اليورو لتجنب الركود الاقتصادي بالرغم من التشديد الحالي في أسواق الائتماني بسبب سياسة التشديد النقدي التي ينتهجها البنك المركزي لمحاربة التضخم.
البنك المركزي الأوروبي قام بأطول وأشد سلسلة زيادة في أسعار الفائدة على الاطلاق في محاولة لخفض التضخم ليصل بالفائدة إلى معدل 4.50%، ونتيجة لهذا تأثرت العديد من عوامل النمو بسبب استمرار رفع الفائدة، ولكن مؤخراً أظهرت الشركات قدرتها على تجنب الركود الاقتصادي، وقد تساهم في دعم هام للاقتصاد.
أظهرت بيانات هذا الأسبوع أن التضخم في منطقة اليورو يتراجع بسرعة وأن الاقتصاد بدأ في الانكماش. حيث سجل مؤشر أسعار المستهلكين السنوي ارتفاع بنسبة 2.9% بأقل من القراءة السابقة بنسبة 4.3%، في حين سجل مؤشر التضخم الأساسي الذي يستثني عوامل التذبذب ارتفاع بنسبة 4.2% بأقل من القراءة السابقة 4.5%.
الاعتقاد الحالي في الأسواق أن البنك المركزي الأوروبي قد انتهى بشكل كامل من سلسلة رفع أسعار الفائدة وأصبح السوق يترقب موعد البدء في خفض الفائدة، وهو الأمر الذي لم يشر إليه البنك المركزي الأوروبي الذي يهدف للوصول بالتضخم إلى المستوى 2% بحلول عام 2025 وبالتالي يظل في حاجة إلى بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول من الوقت.
كل هذه العوامل تمنع اليورو من الصعود بشكل واضح وصريح مقابل الدولار خاصة أنه في المقابل نجد أن البنك الفيدرالي الأمريكي متمسك بسياسته النقدية المتشددة وترك الباب مفتوح أمام رفع جديد في الفائدة خلال اجتماعه الأخير هذا الأسبوع.
الفارق في السياسة النقدية يظل لصالح الدولار وهو السبب وراء تباطؤ اليورو في الاستفادة من ضعف الدولار الذي شاهدناه خلال هذا الأسبوع.
ولكن لا تزال هناك فرص مقابل اليورو اليوم إذا جاءت بيانات تقرير الوظائف الأمريكي أضعف من المتوقع والتي من شأنها أن تؤثر سلباً بشكل كبير على مستويات الدولار، وبالتالي قد تساعد على ارتفاع اليورو الذي يواجه عدد من مستويات المقاومة قد تؤثر على زخم الصعود.
زوج اليورو دولار يواجه مقاومة قوية عند المستوى 1.0650 تمثل المتوسط المتحرك لـ 50 يوم وخط الاتجاه الهابط، واختراق هذا المستوى القوي يفتح الباب لمزيد من الارتفاع للزوج وصولا إلى المستهدف الأول عند منطقة 1.0720 – 1.0730.