الذهب يحاول استغلال ضعف الدولار ولكنه يظل تحت المستوى 2000 دولار

ارتفعت أسعار الذهب خلال جلسة اليوم الخميس في محاولة لاستغلال التراجع الحالي في مستويات الدولار الأمريكي بعد اجتماع البنك الفيدرالي يوم أمس، إلا أن رد فعل الذهب لم يكن بالقوة الكافية للعودة للتداول فوق المستوى 2000 دولار للأونصة.
يتداول الذهب الفوري وقت كتابة التقرير عند المستوى 1988 دولار للأونصة مرتفعا بنسبة 0.3%، حيث سجل أعلى مستوى عند 1990 دولار للأونصة وذلك بعد انخفاض يوم أمس سجل خلاله أدنى مستوى منذ أسبوع تقريباً عند 1969 دولار للأونصة.
البنك الفيدرالي خلال اجتماعه يوم أمس قام بتثبيت أسعار الفائدة عند نطاق 5.25% – 5.50% كما أشارت التوقعات في الأسواق، وكرر سياسته النقدية التي تدعم التشديد النقدي لفترة أطول حتى الوصول إلى مستهدف التضخم عند 2% والذي لا يزال البنك متمسك به.
من جهة أخرى ترك البنك الفيدرالي الباب مفتوح أمام إمكانية رفع جديد لأسعار الفائدة، ولكن نبرة البنك وتصريحات رئيسه أظهرت حذر كبير وأشار إلى قوة النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة الذي لم يكن البنك يتوقعه والذي يزيد من الضغط على التضخم.
وبالتالي يفضل البنك الفيدرالي التعامل بحذر تجاه سياسته النقدية خلال الفترة القادمة، الأمر الذي انعكس بالسلب على أداء الدولار الأمريكي وعوائد السندات الحكومية.
الدولار الأمريكي انخفض وفقاً لمؤشر الدولار بنسبة 0.5% خلال جلسة اليوم وذلك بعد أن تراجع من أعلى مستوياته منذ قرابة شهر والتي سجلها يوم أمس عند 106.968. بينما انخفض العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات ليسجل أدنى مستوى منذ أسبوعين عند 4.70% لينخفض العائد منذ بداية الأسبوع بنسبة 2.7%.
تراجع عوائد السندات تزيد من فرص ارتفاع أسعار الذهب الذي لا يقدم عائد لجائزيه وهو ما شاهدناه يوم أمس حيث قلص الذهب من خسائره قبل نهاية الجلسة، واليوم افتتح على ارتفاع، ولكن الارتفاع لم يكن كافي لعودة أسعار الذهب إلى التداول فوق المستوى 2000 دولار للأونصة.
نبرة التشديد النقدي الضعيفة من قبل البنك الفيدرالي ساعدت على تخلي المستثمرين عن الدولار والسندات الحكومية لصالح الاستثمارات مرتفعة المخاطرة مثل الأسهم الأمريكي التي شهدت ارتفاع خلال جلسة الأمس بنسبة 1% وفقاً لمؤشر S&P500 الذي سجل أعلى مستوى في أسبوع عند 4245.64 نقطة.
تزايد الإقبال على الاستثمارات الخطرة أثر على جاذبية الذهب الذي يعد ملاذ آمن في الأسواق، وبالتالي ارتفاع الذهب لم يكن بالقوة الكافية، خاصة أن أوضاع الحرب في قطاع غزة تظهر عدم وجود توسع لرقعة الحرب حتى الآن، وهو الامر الذي قلل من الطلب على الملاذ الآمن في الأسواق وبالتالي على أداء الذهب.
من جهة أخرى تصدر اليوم بيانات طلبات اعانات البطالة الأمريكية مع توقعات بتسجيل 210 ألف طلب دون تغير عن القراءة السابقة، يأتي هذا قبل يوم من صدور تقرير الوظائف الحكومي عن القطاع الغير زراعي في الولايات المتحدة الأمريكية.
قراءة تقرير الوظائف لها أهمية كبيرة في الأسواق المالية حيث تعد من أهم التقارير التي يعتمد عليها البنك الفيدرالي في تقييم الاقتصاد الأمريكي، وبالتالي متوقع أن يكون لها تأثير كبير على الدولار وبالتالي على أسعار الذهب.