الدولار يتمسك بمكاسبه بالرغم من ضعف البيانات الاقتصادية
استطاع الدولار الأمريكي ان يحافظ على مكاسبه التي سجلها خلال جلسة اليوم على الرغم من صدور بيانات اقتصادية ضعيفة عن الاقتصاد الأمريكي وذات تأثير سلبي على الدولار، إلا أنه استطاع أن يتمسك بمكاسبه بعد التغيرات التي حدثت اليوم في أسواق العملات بسبب اجتماعات البنوك المركزية.
ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي الذي يقيس اداءه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية خلال تداولات اليوم بنسبة 0.3% ليسجل اعلى مستوى عند 105.52 ويتداول حالياً عند 105.48 وكان قد افتتح جلسة اليوم عند المستوى 105.20.
يأتي هذا الارتفاع بعد 3 أيام متتالية من الخسائر التي شهدها الدولار مقابل العملات الرئيسية، وذلك بسبب ضعف البيانات الاقتصادية التي صدرت مؤخراً عن الاقتصاد الأمريكي وعلى رأسها بيانات مبيعات التجزئة عن شهر مايو.
اليوم صدر مؤشر طلبات اعانات البطالة الأمريكية عن الأسبوع الماضي وأظهرت تراجع الطلبات إلى 238 ألف مقارنة مع القراءة السابقة التي تم تعديلها إلى 243 ألف بعد أن كانت 242 ألف، بينما جاءت أعلى من التوقعات التي كانت تشير إلى 235 ألف.
بدأ الزخم في سوق العمل إلى التراجع إلى جانب تراجع أداء النشاط الاقتصادي بشكل عام وذلك بعد رفع أسعار الفائدة بمقدار 525 نقطة أساس من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي منذ عام 2022 لكبح التضخم.
وقد أدى تخفيف ظروف سوق العمل إلى تراجع الضغوط التضخمية وإبقاء خفض سعر الفائدة هذا العام مطروحًا على الطاولة. وأبقى البنك الفيدرالي الأمريكي على سعر الفائدة القياسي لليلة واحدة في النطاق الحالي الذي يتراوح بين 5.25% و5.50% منذ يوليو الماضي.
اليوم أيضاً صدر مؤشر فيلادلفيا الصناعي عن شهر يونيو ليظهر تراجع في أداء القطاع الصناعي الأمريكي إلى المستوى 1.3 نقطة مقارنة مع التوقعات التي كانت بقيمة 4.8 نقطة وأقل من القراءة السابقة بقيمة 4.5 نقطة.
تراجع أداء القطاع الصناعي الأمريكي يزيد من المخاوف بشأن التأثير السلبي لأسعار الفائدة المرتفعة على نشاط القطاع الصناعي، مما يزيد من التوقعات بأن يلجأ البنك الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة هذا العام.
بالرغم من هذه العوامل السلبية التي كان من شأنها أن تدفع الدولار الأمريكي إلى التراجع، إلا أن الدولار استطاع أن يحافظ على مكاسبه بشكل كبير، ويرجع هذا إلى التراجع الذي سجل الجنيه الإسترليني والفرنك السويسري خلال جلسة اليوم بعد اجتماعات البنوك المركزية الخاصة بكل منهما.
البنك المركزي السويسري خفض أسعار الفائدة ربع نقطة مئوية لتصل الفائدة إلى 1.25% مما دفع الفرنك السويسري إلى الانخفاض مقابل الدولار بنسبة 0.9%، بالإضافة إلى اجتماع البنك المركزي البريطاني الذي ثبت الفائدة دون تغيير عند 5.25% ولكن بيان البنك أوضح إمكانية خفض الفائدة الفترة القادمة، مما دفع الجنيه الإسترليني إلى الانخفاض مقابل الدولار بنسبة 0.3%.
ساعد هذا الانخفاض في العملات الرئيسية على ارتفاع الدولار الأمريكي ليحافظ على مكاسبه على الرغم من ضعف البيانات الاقتصادية الأمريكية اليوم.