الذهب يحاول الحفاظ على مكاسبه مع تزايد توقعات خفض الفائدة
يحاول الذهب الحفاظ على مكاسبه خلال تداولات اليوم الأربعاء في ظل تزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي، وذلك بعد البيانات الأضعف من المتوقع التي صدرت عن الاقتصاد الأمريكي يوم أمس، بينما يحاول الذهب الاستفادة أيضاً من تراجع عوائد السندات وتراجع الدولار.
يتداول سعر الذهب الفوري اليوم حول المستوى 2330 دولار للأونصة ليسجل أعلى مستوى هذا الأسبوع عند 2335 دولار للأونصة وأقل مستوى عند 2326 دولار للأونصة، يأتي هذا بعد أن ارتفع خلال تداولات الأمس بنسبة 0.4%.
صدرت يوم أمس بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية لتظهر تراجع بأقل من التوقعات الأمر الذي يعكس ضعف النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة الأمريكية خلال الربع الثاني من العام، ليساهم هذا في دفع توقعات خفض أسعار الفائدة إلى التزايد.
الأسواق ترى أن البنك الفيدرالي قد يخفض أسعار الفائدة مرتين هذا العام، وذلك بالخلاف مع توقعات أعضاء البنك الاحتياطي الفيدرالي التي أشارت إلى خفض واحد فقط هذا العام، ولكن البيانات الاقتصادية الضعيفة التي تصدر عن الاقتصاد الأمريكي تزيد من توقعات الأسواق بخفض الفائدة.
تراجعت مستويات الدولار الأمريكي منذ بداية الأسبوع ليساهم هذا في دفع الذهب إلى الارتفاع خاصة في ظل تراجع آخر في عوائد السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات والتي تتداول حالياً بالقرب من أدنى مستوى في 10 أسابيع عند 4.190%.
توقعات خفض الفائدة الأمريكية يقلل من تكلفة الفرصة البديلة للذهب الذي لا يقدم عائد لحائزيه الأمر الذي يدعم ارتفاع مؤخراً.
تشهد الأسواق اليوم تراجع في احجام التداول بسبب عطلة الأسواق في الولايات المتحدة الأمريكية، لذا قد نشهد تذبذب في أداء الذهب على مدار جلسة اليوم، بينما تنتظر الأسواق يوم غد صدور تقرير طلبات اعانات البطالة الأسبوعية الذي يعد تحديث أسبوعي لأداء قطاع العمالة الأمريكي، بالإضافة إلى بيانات مؤشر مدراء المشتريات لقياس أداء القطاعات الاقتصادية.
أحد الأسباب وراء عدم قدرة الذهب على تجميع الزخم الصاعد الكافي ليدفع السعر إلى الارتفاع من جديد، هو اعلان الصين عن توقفها عن شراء الذهب خلال شهر مايو، ليتوقف البنك المركزي الصيني عن شراء الذهب وزيادة احتياطاته بعد 18 شهر متتالي من الشراء.
ولكن التوقعات تشير أن البنك المركزي الصيني سيعود إلى الشراء من جديد مع استمرار زخم شراء الذهب من قبل البنوك المركزية العالمية، فقد أعلن مجلس الذهب العالمي عن إحصائية سنوية يستطلع خلالها آراء 70 من محافظي البنوك المركزية بشأن مستقبل شراء البنوك للذهب، ليعلن 29% منهم عن خطتهم لشراء الذهب خلال الـ 12 شهر القادمة.
يعد هذا أعلى مستوى للإحصائية منذ بدايتها في 2018، وأرجع مجلس الذهب العالمي استمرار البنوك المركزية في شراء الذهب إلى المخاوف من التوترات الجيوسياسية والتضخم المستمر حتى الآن.
من جهة أخرى يرى 67% من محافظي البنوك في الإحصائية أن الدولار الأمريكي ستنخفض حصته من احتياطيات الذهب على مدى السنوات الخمس القادمة.