الدولار ينهار بعد أن اتضح الطريق نحو خفض الفائدة الأمريكية عقب بيانات التضخم

شهد الدولار الأمريكي انخفاض كبير خلال تداولات اليوم الأربعاء ليسجل أكبر انخفاض في يوم واحد منذ منتصف ديسمبر 2023، وذلك بعد أن تزايدت توقعات خفض الفائدة الأمريكية هذا العام من قبل البنك الفيدرالي بعد بيانات التضخم التي شهدت انخفاض خلال شهر مايو، بينما يبقى الترقب في الأسواق لقرار البنك الفيدرالي الذي يصدر بعد ساعات قليلة.
سجل مؤشر الدولار الأمريكي انخفاض خلال جلسة اليوم بنسبة 0.9% ليسجل أدنى مستوى عند 104.25 وكان قد افتتح جلسة اليوم عند المستوى 105.27 ليسجل ادنى مستوياته منذ بداية الأسبوع.

بعد أن فشل مؤشر الدولار في اختراق مستوى المقاومة 105.15 الذي يمثل المستوى التصحيحي 23.6% بالرغم من تسجيل اغلاق يومي فوق هذا المستوى خلال جلسة الأمس، عاد اليوم إلى الهبوط للمستوى 104.25 الذي يمثل مستوى تصحيحي 38.2% كما يمثل الحد السفلي للقناة السعرية الصاعدة.
جاء هذا الهبوط خلال جلسة اليوم بعد صدور بيانات التضخم الأمريكية وقبل نتائج اجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي.
في حال جاءت نتائج اجتماع الفيدرالي لتزيد من الضغط السلبي على الدولار الأمريكي، قد يدفعه هذا إلى كسر المستوى 104.25 ويكسر معه الحد السفلي للقناة السعرية ليواجه بعدها القاع السعري الأخير عند 104.00 وفي حال الانخفاض تحت هذا القاع يستهدف المستوى 103.50.
مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي عن شهر مايو جاءت قراءته ثابتة بدون تغيير بنسبة 0.0% بأقل من التوقعات بنسبة 0.1% وقراءة شهر ابريل التي كانت مرتفعة بنسبة 0.3%، بينما تراجع المؤشر السنوي إلى 3.3% بأقل من التوقعات والقراءة السابقة بنسبة 3.4%.
أما عن المؤشر الجوهري الذي يستثني عوامل التذبذب فقد تراجع إلى 0.2% من 0.3%، وتراجع المستوى السنوي الجوهري ليسجل 3.4% من القراءة السابقة 3.6%.
الآن لدى أعضاء البنك الاحتياطي الفيدرالي أسباب تجعلهم يشعرون بمزيد من الثقة في أن التضخم يهدأ بعد مؤشر أسعار المستهلكين الذي لم يرتفع على الإطلاق في مايو، مما قد يمهد الطريق لبدء تخفيضات أسعار الفائدة قبل نهاية الصيف.
العقود الآجلة لأسعار الفائدة القصيرة الأجل تشير الآن إلى احتمال بنسبة تزيد على 70% لخفض أسعار الفائدة بحلول شهر سبتمبر، مقارنة باحتمال أفضل قليلاً من 50% في وقت سابق من اليوم.
أضاف المتداولون أيضًا إلى رهاناتهم على خفض الفيدرالي للفائدة مرة ثانية بحلول شهر ديسمبر، حيث يعكس تسعير العقود الآجلة لأسعار الفائدة فرصة متزايدة ولكن لا تزال أقل من 50٪ لثلاثة تخفيضات بحلول نهاية العام.
الآن تترقب الأسواق نتائج اجتماع وتوقعات أعضاء البنك الفيدرالي بخصوص الفائدة الأمريكية، وهو ما سيحدد بالتالي حجم الرهانات في الأسواق بشأن خريطة أسعار الفائدة وبالتالي مستقبل تحركات الدولار الأمريكي.
تعليق واحد