أخبار الأسواقتقارير اقتصادية

ماذا يحمل اجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي لتوقعات أسعار الفائدة؟

أغلبية التوقعات في الأسواق تشير أن البنك الاحتياطي الفيدرالي في طريقه إلى إبقاء أسعار الفائدة دون تغيير خلال اجتماعه البنك الذي يبدأ اليوم ويستمر لمدة يومين، ولكن التركيز سيكون على مخطط توقعات أعضاء البنك وتصريحات رئيسه جيروم باول عقب الاجتماع.

أسعار الفائدة الأمريكية من المتوقع أن تستقر عند النطاق بين 5.25% – 5.50% دون تغيير عندما يعلن البنك عن نتائج اجتماعه يوم غد الأربعاء. يرجع هذا إلى التعقيد الذي يشهده الاقتصاد الأمريكي في ظل البيانات الاقتصادية التي تصدر مؤخراً لتظهر تماسك معدلات التضخم وأداء متغير من قبل قطاع العمالة الأمريكي.

من المرجح أن توجه لجنة السياسة النقدية رسالة مماثلة لما قدمته في اجتماع مايو الماضي، وهو الحفاظ على السياسة النقدية التقييدية حتى تشعر بالثقة في أن التضخم يتحرك نحو 2٪ بشكل مستدام. وهو ما يتوافق مع تصريحاتهم الأخيرة بأن تباطؤ التضخم الأخير لم يكن كافياً لأن يغير البنك الفيدرالي من سياسته النقدية

قدمت قراءة التضخم على أساس سنوي لشهر أبريل أول حركة هبوطية منذ يناير في معدلات التضخم، بعد أن شهد الربع الأول ارتفاع لمعدلات التضخم من جديد.

بالإضافة إلى هذا من المقرر صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلك لشهر مايو قبل ساعات قليلة من بيان البنك الاحتياطي الفيدرالي مما يوفر للأسواق حافزًا قبل الاجتماع. سيتم التركيز على تضخم قطاع الخدمات، إلى جانب التضخم الأساسي الذي يستثني عوامل التذبذب حيث أولى البنك الفيدرالي أهمية كبيرة حول هذا الرقم باعتباره مقياسًا وثيق الصلة لضغوط التضخم في الاقتصاد.

من المرجح أن يجذب مخطط توقعات أعضاء البنك الاحتياطي الفيدرالي أكبر قدر من الاهتمام، فقد قلصت الأسواق من توقعات التخفيض المحتمل لسعر الفائدة في سبتمبر بعد مفاجأة تقرير الوظائف للقطاع الغير الزراعي يوم الجمعة والذي شهد ارتفاع في الوظائف الجديد ومتوسط الأجور في شهر مايو، لتشير الأسواق حالياً إلى تسعير خفض بمقدار 25 نقطة أساس فقط خلال هذا العام بعد أن كانت التوقعات تشير إلى خفضين في الفائدة.

مخطط توقعات أعضاء الفيدرالي سيكون محور الاهتمام لمعرفة هل سيخفض أعضاء البنك توقعاتهم للفائدة لتصبح مرة واحدة فقط هذا العام بما يتوافق مع الأسواق أم قد تزيد توقعات أعضاء البنك خفض الفائدة إلى مرتين بما يتخطى توقعات الأسواق.

سيتم أيضًا تحديث توقعات النمو في الولايات المتحدة في الوقت الذي شهد فيه الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي اعتدالًا بشكل ملحوظ منذ 4.9٪ في الربع الثالث من عام 2023. وكان الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول مخيبًا للآمال بشكل كبير بالمقارنة مع التقديرات، لكن توقعات البنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا للناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني تعافت بقوة، إلى 3.1٪ (سنويًا). مما يشير إلى أن الاقتصاد يسير على الطريق الصحيح لتحقيق انتعاش قوي. من المهم ملاحظة أن توقعات البنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا تأخذ في الاعتبار البيانات الواردة ولم تتوقع البيانات المتبقية لشهر يونيو والتي من المحتمل أن تؤثر على الرقم الفعلي.

مؤشر الدولار يومي

أما عن الدولار الأمريكي فقد ارتفع على خلفية قراءة تقرير الوظائف يوم الجمعة، ومع ذلك فإن التوقعات على المدى الطويل لا تزال هبوطية حيث لا يزال هناك توقع بأن أسعار الفائدة سوف تنخفض إما هذا العام أو العام المقبل بسبب الضغوط التي من المرجح أن يتعرض لها الاقتصاد مع طول فترة عمله في ظل ظروف مقيدة. وهذا الافتراض يحد من احتمالات ارتفاع الدولار ما لم تكن بيانات التضخم مفاجئة باستمرار في الاتجاه الصعودي.

ارتفع مؤشر الدولار منذ الجمعة الماضية بعد أن لامس الحد السفلي للقناة السعرية الصاعدة ليندفع إلى الأعلى لثلاث جلسات متتالية ويسجل أعلى مستوى في أسبوعين خلال جلسة اليوم عند 105.39 ليواجه الآن مستوى المقاومة 105.50 الذي يمثل المستوى التصحيحي 23.6%.

إذا وجد الدولار الدعم من ارتفاع مستويات التضخم أو تخفيض أعضاء البنك لتوقعاتهم لأسعار الفائدة، فقد يرتفع ليتخطى مستوى المقاومة 105.50 ليستهدف بعدها منطقة المستوى 106.50.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى