تداولات محدودة للذهب في انتظار الخطوة القادمة
شهدت أسعار الذهب العالمي تداولات ضعيفة خلال بداية هذا الأسبوع، وذلك بعد الانخفاض الحاد الذي شهده المعدن النفيس نهاية الأسبوع الماضي، ليدفعه إلى الاغلاق عند مستويات قد تزيد من الضغط السلبي على السعر خلال الفترة القادمة.
يتداول سعر أونصة الذهب العالمي حاليا عند المستوى 2296 دولار للأونصة وكان قد افتتح جلسة اليوم عند المستوى 2294 دولار للأونصة، بينما قد سجل اعلى مستوى عند 2301 دولار للأونصة وأدنى مستوى عند 2287 دولار للأونصة.
التداولات الضعيفة اليوم تأتي بعد أن انهاء سعر الذهب العالمي يوم الجمعة الماضية منخفضاً بنسبة 3.5% وهو أكبر انخفاض في يوم واحد منذ نوفمبر 2020، يأتي هذا بعد أن تلقى الذهب صدمتين في نفس اليوم متمثلين في تقرير الوظائف الأمريكي وتوقف الصين عن شراء الذهب.
فقد أعلن البنك المركزي الصيني عن توقفه عن شراء الذهب في شهر مايو الماضي، وذلك بعد 18 شهر متتالي من شراء الذهب وزيادة الاحتياطي، وقد توقع العديد في الأسواق أن البنك المركزي الصيني سيعود إلى شراء الذهب من جديد وأن توقفه في شهر مايو قد يهدف منه دفع الأسعار إلى التراجع.
من جهة أخرى صدر تقرير الوظائف الأمريكي عن شهر مايو ليشهد ارتفاع في أعداد الوظائف الجديدة وارتفاع في متوسط الأجور الأمر الذي قلل من فرص خفض أسعار الفائدة من قبل البنك الفيدرالي الأمريكي، لينتج عن هذا ارتفاع في مستويات الدولار الأمريكي وعوائد السندات الحكومية الأمريكية.
انخفض الذهب بشكل حاد مع ارتفاع الدولار وعوائد السندات في ظل العلاقة العكسية التي تربط بينهما، هذا بالإضافة إلى توقعات بقاء الفائدة الأمريكية مرتفعة لفترة أطول من الوقت في ظل استمرار العوامل التي تدعم بقاء التضخم مرتفع.
يذكر أن ارتفاع الفائدة الأمريكية يزيد من تكلفة الفرصة البديلة للذهب الذي لا يقدم عائد لحائزيه، وهو ما يقلل من الطلب عليه لصالح الاستثمارات الأخرى ذات العائد المرتفع.
أغلق الذهب تداولات الأسبوع الماضي تحت المستوى 2300 دولار للأونصة، وهو ما يزيد من فرص هبوط السعر خلال هذا الأسبوع، ولكن هذا الأسبوع يشهد أحداث هامة من شأنها أن تؤثر على تحركات الذهب بشكل رئيسي.
يصدر يوم الأربعاء بيانات التضخم الأمريكية بالإضافة إلى اجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي والذي قد يشهد تثبيت أسعار الفائدة كما تشير التوقعات، ولكن تركيز الأسواق سينصب على تصريحات رئيس البنك عقب الاجتماع بالإضافة إلى مخطط توقعات أعضاء البنك الفيدرالي بشأن مستقبل أسعار الفائدة ومعدلات التضخم.
ولكن بشكل عام يشهد الذهب ضغوط سلبية خلال الفترة الحالية، وهو ما ظهر بوضوح في تراجع مضاربات الشركات والمتداولين الأفراد على العقود الآجلة للذهب سواء البيع أو الشراء، مما يدل على عزوف المضاربين عن الذهب لصالح استثمارات أخرى مرتفعة العائد بعد ان تزايدت التوقعات أن الفيدرالي الأمريكي قد يبقي الفائدة مرتفعة حتى نهاية العام.
تعليق واحد