الذهب مستمر في الهبوط والأعين على قرار الفيدرالي

استمرت أسعار الذهب في الهبوط خلال تداولات اليوم الأربعاء للجلسة الثالثة على التوالي وذلك في ظل التصحيح السلبي الذي سيطر على أداء الذهب منذ اختراقه المستوى 2000 دولار للأونصة نهاية الأسبوع الماضي، بينما تراقب الأسواق اليوم اجتماع البنك الفيدرالي وما سيصدر عنه بخصوص مستقبل السياسة النقدية.
انخفضت أسعار الذهب الفوري خلال تداولات اليوم وسجلت أدنى مستوى منذ 4 جلسات عند 1975 دولار للأونصة لتتداول وقت كتابة التقرير عند المستوى 1982 دولار للأونصة، وذلك بعد انخفاض يوم أمس بنسبة 0.6% فقد الذهب خلالها 13 دولار.
يأتي هذا التراجع في أسعار الذهب مع أولى جلسات شهر نوفمبر بعد ارتفاع بنسبة 7.3% خلال شهر أكتوبر المنتهي ربح خلاله الذهب 135 دولار للأونصة ليزيل خسائره في كل من شهري أغسطس وسبتمبر لتشهد أسعار الذهب العودة إلى التداول فوق المستوى 2000 دولار للأونصة قبل نهاية الشهر.
السبب الرئيسي وراء المكاسب الكبيرة لأسعار الذهب خلال الشهر الماضي كان ارتفاع الطلب على الملاذ الآمن في الأسواق المالية بسبب الحرب بين فلسطين وجيش الاحتلال الإسرائيلي التي تسببت في لجوء الاستثمارات إلى الذهب باعتباره الاستثمار الأفضل في أوقات عدم الاستقرار الجيوسياسي.
ومنذ بداية الأسبوع سيطر الهبوط على تحركات الذهب في حركة تصحيحية بعد الارتفاعات الكبيرة التي سجلها الذهب خلال الفترة الماضية دون الحصول على أي تصحيح حقيقي، تزامن هذا مع ترقب الأسواق لقرار البنك الاحتياطي الفيدرالي اليوم وتقرير الوظائف الأمريكي الذي يصدر نهاية الأسبوع.
في حالة استمرار التصحيح السلبي للذهب وكسر المستوى 1975 دولار للأونصة سيستهدف بعده مستوى الدعم 1950 دولار للأونصة والذي من شأنه أن يوقف هبوط الذهب لفترة من الوقت.
التوقعات اقتربت من 100% أن البنك الفيدرالي سيلجئ إلى تثبيت أسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية في النطاق بين 5.25% – 5.50%، ولكن التركيز يبقى على تحديث السياسة النقدية من البنك من خلال البيان المصاحب لقرار البنك والمؤتمر الصحفي لرئيس البنك جيروم باول.
البيانات الأمريكية الأخيرة التي صدرت عن الاقتصاد الأمريكي أظهرت قوة في أداء النمو الاقتصادي تدل على مرونة الاقتصاد في مواجهة المزيد من التشديد في السياسة النقدية، هذا بالإضافة إلى تماسك معدلات التضخم بشكل قد يدفع البنك الفيدرالي إلى الإبقاء على التشديد النقدي، وترك الباب مفتوح أمام إمكانية حدوث رفع جديد في أسعار الفائدة.
استمرار البنك الفيدرالي في تشديد السياسة النقدية والإبقاء على معدلات الفائدة عند أعلى مستوياتها يعد أخبار سلبية بالنسبة للذهب، وذلك منذ كون المعدن النفيس استثمار لا يقدم عائد لممتلكيه مقارنة مع السندات الحكومية التي تجد دعم من سياسة الفيدرالي الحالية ويتداول العائد عليها بالقرب من أعلى مستوياته في 16 عام.
من جهة أخرى ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي اليوم للجلسة الثانية على التوالي مع انتظار صدور بيانات تخص قطاع العمالة وأداء القطاع الصناعي قبل اجتماع البنك الفيدرالي، ويتسبب هذا في المزيد من الضغط السلبي على الذهب منذ كون المعدن النفيس سلع تسعر بالدولار.
ولكن يجب الإشارة أن تراجع نبرة التشديد النقدي من قبل البنك الفيدرالي ستعمل على عودة الذهب إلى الارتفاع بقوة، خاصة مع استمرار التوترات الجيوسياسية بسبب الحرب في الشرق الأوسط.
في هذه الحالة سنشهد الذهب يعيد اختراق المستوى 2000 دولار للأونصة ومن بعد مستوى المقاومة الثانوي 2010 دولار، ليصل إلى المستهدف على المستوى اللحظي 2020 دولار للأونصة. واختراق هذا المستوى يفتح الباب إلى 2050 ومن بعده أعلى مستوى سجله الذهب في مايو الماضي عند 2080 دولار للأونصة.