تعرف على السبب وراء عدم انهيار الدولار الكندي مقابل نظيره الأمريكي بعد قرار الفائدة
انخفضت مستويات الدولار الكندي خلال تداولات اليوم وذلك عقب صدور قرار البنك المركزي الكندي بخفض أسعار الفائدة كما هو متوقع، بينما في المقابل ارتفع الدولار الأمريكي ولكن بشكل يسيطر عليه الحذر وذلك في ظل التأثير المختلف للبيانات الاقتصادية التي صدرت اليوم.
قرر البنك المركزي الكندي اليوم الأربعاء خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 4.75٪ بعد أن كانت بنسبة 5.0%، في خطوة متوقعة على نطاق واسع تمثل أول خفض له منذ أربع سنوات، وقال رئيس البنك تيف ماكليم إن من المرجح المزيد من التيسير النقدي إذا استمر التضخم في التراجع.
وبعد إبقاء أسعار الفائدة عند أعلى مستوى لها منذ أكثر من عقدين عند 5% لمدة عام تقريبًا، قال بنك كندا إن مؤشرات التضخم الأساسي تبدو إيجابية بشكل متزايد. وقال رئيس البنك في كلمته صدور قرار البنك أنه مع وجود المزيد والمزيد من الأدلة المستمرة على تراجع التضخم، لم تعد السياسة النقدية بحاجة إلى أن تكون مقيدة بنفس القدر.
تمسك البنك المركزي الكندي بمزيد من التيسير في السياسة النقدية خلال الفترة القادمة تسبب في تراجع الدولار الكندي لأدنى مستوى منذ أسبوعين مقابل الدولار الأمريكي، وذلك بسبب توسع الفجوة في أسعار الفائدة بينه وبين البنك الفيدرالي الأمريكي.
ارتفع زوج الدولار الأمريكي مقابل الدولار الكندي اليوم بنسبة 0.3% ليسجل أعلى مستوى عند 1.3741 ليتداول حالياً عند المستوى 1.3708 وكان قد افتتح جلسة اليوم عند 1.3676.
حتى الآن فشل زوج الدولار الأمريكي مقابل الدولار الكندي في اختراق خط المقاومة الهابط، وإذا سجل الزوج اغلاق يومي فوق خط الاتجاه فسيعمل هذا على دفع الزوج إلى المزيد من الصعود مخترقاً منطقة المستوى 1.3750 ويستهدف 1.3800 ثم 1.3845.
ولكن الملاحظ أن ارتفاع الزوج لم يكن بالقوة الكافية والسبب وراء ذلك هو أن قرار خفض الفائدة من قبل المركزي الكندي كان متوقع بشكل كبير في الأسواق، هذا بالإضافة إلى عدم وجود زخم صاعد قوي في الدولار الأمريكي.
الدولار الأمريكي ارتفع لليوم الثاني على التوالي وفقاً لمؤشر الدولار بنسبة 0.3% ولكن يواجه مقاومة قوية عند المستوى 104.30 والتي قد توقف صعود مؤشر الدولار، وقد تدفعه إلى عكس حركته لأسفل.
اليوم صدرت بيانات هامة عن الاقتصاد الأمريكي فقد أظهر مؤشر ADP لوظائف القطاع الخاص الأمريكي عن شهر مايو تعيين 152 ألف وظيفة جديدة بأقل من التوقعات 173 ألف والقراءة السابقة 188 ألف.
تأتي بيانات الوظائف الخاصة الضعيفة بعد انخفاض آخر في مؤشر فرص العمل الذي صدر يوم أمس، مما يدل على وجود تباطؤ في قطاع العمالة الأمريكي خلال شهر مايو، وهو ما عمل على الحد من فرص ارتفاع الدولار الأمريكي بشكل كبير.
من جهة أخرى صدرت بيانات مؤشر معهد التزويد لقطاع الخدمات الأمريكي عن شهر مايو لتظهر انتعاش النمو في القطاع بقيمة 53.8 مقارنة مع القراءة السابقة التي كانت تظهر انكماش بقيمة 49.4 وكانت التوقعات عند 51.
بيانات قطاع الخدمات الأمريكي كان لها تأثير إيجابي واضح على الدولار، ولكن بالرغم من هذا كان هذا التأثير محدود بشكل كبير، بسبب الحذر من بيانات قطاع العمالة الأمريكية المستمرة في الصعود هذا الأسبوع، وترقب لتقرير الوظائف الحكومي الأمريكي الذي يصدر يوم الجمعة القادمة والذي سيكون له الكلمة الفاصلة بشأن مستقبل هذا القطاع.
ضعف قطاع العمالة يزيد من فرص خفض البنك الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة خلال هذا العام، وبالتالي تتقلص الفجوة من جديد في أسعار الفائدة بين الولايات المتحدة وكندا، ليكون هذا هو السبب وراء عدم تراجع الدولار الكندي بشكل حاد خلال جلسة اليوم بالرغم من خفض الفائدة الكندية وإشارة البنك إلى استمرار سياسة التيسير الكندي.