هدوء في تداولات الذهب قبل اجتماع الفيدرالي
تشهد أسعار الذهب تداولات هادئة خلال جلسة اليوم الثلاثاء وذلك قبل اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي المقرر يوم غد، حيث يحاول الذهب تجميع الزخم الكافي للعودة والتداول فوق المستوى 2000 دولار للأونصة.
ارتفعت أسعار الذهب الفوري اليوم بنسبة 0.1% ليتداول وقت كتابة التقرير عند المستوى 1998 بعد أن سجل أعلى مستوى عند 2000 دولار للأونصة وأدنى مستوى عند 1990 دولار للأونصة. يأتي هذا بعد أن انخفض السعر يوم أمس بنسبة 0.5% منخفضاً بمقدار 10 دولارات للأونصة.
التذبذب الحالي في أسعار الذهب يأتي نتيجة ترقب الأسواق لاجتماع البنك الفيدرالي الذي تصدر نتائجه يوم غد، بينما نجد أن الدولار الأمريكي يشهد تراجع للجلسة الثالثة على التوالي وفقاً لمؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الفيدرالية مقابل سلة من 6 عملات رئيسية.
التقدم الضعيف لقوات الكيان الصهيوني البري في قطاع غزة بالإضافة إلى المحادثات بشأن الإفراج عن الرهائن عملت على هدوء التصعيد بخصوص الحرب في الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي تسبب في تراجع الطلب على الملاذ الآمن الذي يحصل عليه الذهب.
من جهة أخرى صدر اليوم تقرير توجهات الذهب خلال الربع الثالث من العام عن مجلس الذهب العالمي، حيث أشار التقرير إلى ارتفاع الطلب من قبل البنوك المركزية منذ بداية العام وحتى نهاية الربع الثالث بنسبة 14% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي ليصل الطلب إلى مستوى قياسي جديد عند 800 طن من الذهب.
وخلال الربع الثالث وحده ارتفع الطلب من قبل البنوك المركزية ليصل إلى 337 طن من الذهب ليصبح من القراءات القياسية ضمن بيانات مجلس الذهب ولكنه أقل من أداء الربع الثالث من عام 2022 عند 459 طن من الذهب.
وأشار مجلس الذهب العالمي أن صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب قد شهدت تدفقات خارجة بمقدار 139 طن ذهب خلال الربع الثالث مقارنة مع الربع الثالث من عام 2022 الذي شهد تدفقات خارجة بمقدار 244 طن ذهب.
أيضا صدرت اليوم توقعات عن البنك الدولي بخصوص الطلب على الذهب ليشير إلى ارتفاع متوسط أسعار الذهب بنسبة 6% خلال العام القادم 2024 وصولا إلى المستوى 1900 دولار للأونصة، وذلك في ظل استمرار الاضطرابات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط لتنضم إلى الحرب الدائرة حتى الآن بين روسيا وأوكرانيا.
وأشار البنك الدولي أن عدم الاستقرار الجيوسياسي يتسبب في تزايد الطلب على الذهب كملاذ آمن، ليعمل هذا على ارتفاع مستويات الأسعار على الرغم من ارتفاع عوائد السندات الأمريكية واستقرار معدلات الفائدة عالمياً عند مستويات مرتفعة من شأنها أن تؤثر سلباً على أسعار الذهب.
ولكن قوة الطلب من قبل البنوك المركزية وارتفاع الطلب على الذهب كملاذ آمن استطاع أن يعوض الضعف الناتج عن تكلفة الفرصة البديلة للذهب بسبب ارتفاع عوائد السندات، حيث لا يقدم الذهب عائد لمشتريه مقارنة مع السندات التي تقدم عوائد مرتفعة.
التداولات الحالية في سوق الذهب تعد استعداد وتصحيح عرضي بعد اختراقه المستوى 2000 دولار للأونصة نهاية الأسبوع الماضي، وقد نشهد هذا الأسبوع تحرك جديد في مستويات الذهب وذلك في بعد اجتماع الفيدرالي أو وفقاً للتغيرات التي قد تحدث بسبب البيانات الاقتصادية التي تصدر هذا الأسبوع.
ارتفاع مستويات الدولار بدعم من البنك الفيدرالي قد يعمل على دفع الذهب إلى التراجع والتوسع في عمليات التصحيح السلبي وكسر المستوى 1980 دولار للأونصة يفتح الطريق إلى مستويات 1950 دولار للأونصة.
أما في حالة وجد الذهب الدعم سواء من انخفاض الدولار أو التصعيد في الحرب في الشرق الأوسط فسيكتسب القدرة على الارتفاع واختراق المنطقة بين 2000 – 2010 دولار للأونصة ليستهدف بعدها مستوى المقاومة 2020 ومن بعده المستوى 2050 دولار للأونصة.
تعليق واحد