ارتفاع طفيف للذهب والأعين على بيانات التضخم الأمريكية

ارتفع سعر الذهب خلال تداولات اليوم بشكل طفيف مع بداية تداولات الأسبوع، حيث يحاول المعدن النفيس تعويض جزء من الخسائر التي سجلها خلال الأسبوع الماضي، ولكن ضعف أحجام التداول اليوم دفعته إلى التحرك في نطاق عرضي، بالإضافة إلى ترقب الأسواق لبيانات التضخم الأمريكية هذا الأسبوع.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع اليوم بنسبة 0.5% ليسجل اعلى مستوى عند 2347 دولار للأونصة بعد أن افتتح جلسة اليوم عند 2334 دولار للأونصة ليتداول السعر حالياً عند 2345 دولار للأونصة.
يأتي هذا التعافي المحدود في أسعار الذهب بعد انخفاض خلال الأسبوع الماضي بنسبة 3.3% وهو أكبر انخفاض أسبوعي منذ أكثر من 5 أشهر، حيث تغيرت توقعات الأسواق بالنسبة لمستقبل أسعار الفائدة الأمريكية مما زاد من الضغط السلبي على أسعار المعدن النفيس.
بعد محضر اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي الذي صدر الأسبوع الماضي تراجعت فرص ارتفاع الذهب بشكل كبير، حيث أظهر محضر الاجتماع اتفاق أعضاء البنك على بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول من الوقت بسبب أن بيانات التضخم لا توفر الثقة الكافي للبنك بأن يبدأ في خفض أسعار الفائدة.
أيضاً حقيقة أن أعضاء البنك الفيدرالي قد ناقشوا إمكانية العودة إلى رفع أسعار الفائدة إذا ارتفع التضخم لمستويات تتطلب هذا أثر بالسلب بشكل كبير على مستويات الذهب، الذي يعاني من تكلفة الفرصة البديلة كونه لا يقدم عائد لحائزيه في الوقت الذي تبقى في الفائدة مرتفعة على السندات الحكومية الأمريكية.
يأتي التراجع الكبير في مستويات الذهب بعد تسجيله أعلى مستوى تاريخي مطلع الأسبوع الماضي عند 2450 دولار للأونصة، لتبدأ بعدها عمليات البيع في التزايد على الذهب بعد تغير توقعات الأسواق تجاه مستقبل أسعار الفائدة لتظهر الرهانات حالياً خفض واحد لأسعار الفائدة هذا العام فقط.
هذا وتنتظر الأسواق هذا الأسبوع صدور بيانات التضخم المفضلة لدى البنك الاحتياطي الفيدرالي، وهور مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي عن شهر ابريل، مع توقعات بتراجع التضخم خلال الشهر الماضي.
قد تؤثر هذه البيانات على أداء الذهب نهاية هذا الأسبوع خاصة في ظل توقع استمرار التذبذب في السيطرة على سعر الذهب مع بداية الأسبوع بسبب غياب البيانات الهامة وعطلة الأسواق المالية اليوم الاثنين مما يقلل من أحجام التداول.
بالرغم من هذا نجد أن المؤسسات العالمية لاتزال تضع أهداف مرتفعة لأسعار الذهب خلال هذا العام، وذلك بسبب استمرار مشتريات الصين المرتفعة من الذهب الفعلي سواء من قبل البنك المركزي الصيني او مشتريات التجزئة.
أيضاً التوترات الجيوسياسية التي قد تعاود الظهور أثناء الانتخابات الرئاسية الأمريكية قد تعيد الذهب إلى الصدارة من جديد، ناهيك عن التوترات في منطقة الشرق الأوسط والحرب الروسية الأوكرانية التي لم تنته بعد.
من هنا نتوقع أن التراجعات التي قد يشهد سعر الذهب خلال الفترة القادمة بسبب تغير توقعات الفائدة الأمريكية لن تكون حادة، لأن الذهب لديه قاعدة قوية من ارتفاع المشتريات الفعلية من قبل البنوك المركزية والطلب على الملاذ الآمن.
تعليق واحد