المزيد من العوامل تدعم أسعار الذهب بالرغم من تراجعه اليوم

شهد سعر الذهب العالمي تراجع خلال تداولات اليوم الثلاثاء بعد تسجيله مستوى تاريخي يوم أمس وذلك بسبب تقلص التوترات الجيوسياسية وتصريحات أعضاء الفيدرالي. ولكن من جهة أخرى تظهر المزيد من العوامل التي تدعم الذهب بشكل عام خلال الفترة القادمة.

انخفض سعر الذهب الفوري خلال جلسة اليوم بنسبة 0.4% ليسجل أدنى مستوى عند 2406 دولار للأونصة بعد أن افتتح تداولات اليوم عند المستوى 2426 دولار ليتداول حالياً عند المستوى 2416 دولار للأونصة.

تراجع سعر الذهب اليوم يأتي في ظل عمليات البيع بهدف جني الأرباح وتصحيح مؤشرات الزخم التي أظهرت تشبع في عمليات الشراء، يأتي هذا بعد أن ارتفع الذهب يوم أمس ليسجل أعلى مستوى تاريخي عند 2450 دولار للأونصة.

السبب الرئيسي وراء تراجع أسعار الذهب كان تقلص التوترات الجيوسياسية بعد أن أعلنت السلطات الإيرانية أن سقوط الطائرة التي كانت تقل رئيس الجمهورية ووزير الخارجية كان بسبب حادث وليس بشكل مفتعل، مما ساعد على تراجع الطلب على الملاذ الآمن وبالتالي تراجع سعر الذهب.

يوم أمس صدر عدد من تصريحات أعضاء البنك الفيدرالي ليشير نائب رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي فيليب جيفرسون أن بيانات التضخم الأخيرة التي صدرت عن الاقتصاد الأمريكي غير كافية لمعرفة إذا كان التضخم سيتراجع بشكل مستدام.

كما صرح مايكل بار نائب رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي يوم الاثنين، إن بيانات التضخم الأمريكية خلال الأشهر الأولى من عام 2024 كانت “مخيبة للآمال”، مما ترك البنك الفيدرالي دون الأدلة التي يحتاجها لتخفيف السياسة النقدية.

وأشار بار أن نتائج التضخم لم تزود البنك الفيدرالي بالثقة المتزايدة التي كان يأمل أن يجدها لدعم قرار تيسير السياسة النقدية.

وفي تصريحاته قال مايكل بار “سنحتاج إلى السماح لسياستنا التقييدية ببعض الوقت لمواصلة عملها”، الأمر الذي يعزز توجه البنك الاحتياطي الفيدرالي بأن تخفيضات أسعار الفائدة، التي تتوقعها الأسواق بشدة ستظل معلقة حتى يتضح أن التضخم سيعود إلى مستوى 2٪ الذي حدده البنك الفيدرالي.

ساهمت هذه التصريحات في زيادة الضغط السلبي على سعر الذهب ليبدأ في تقليص مكاسبه يوم أمس قبل أن يتراجع خلال تداولات اليوم.

من جهة أخرى وجد الذهب المزيد من العوامل التي تدعم ارتفاعه بشكل عام، فقد أعلن مجلس الذهب العالمي عن ارتفاع التدفقات النقدية إلى صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب خلال الأسبوع المنتهي في 17 مايو بمقدار 15.9 طن ذهب، وهو أعلى مستوى من التدفقات الأسبوعية منذ 27 أكتوبر 2023.

فقد ارتفعت التدفقات في صناديق الاستثمار في أمريكا الشمالية إلى 10.3 طن ذهب بالإضافة إلى ارتفاع التدفقات إلى الصناديق الأوروبية بمقدار 5 طن ذهب وهو أو ارتفاع في التدفقات لصناديق أوروبا منذ 7 أسابيع.

البيانات تظهر عودة المستثمرين إلى ضخ الأموال في صناديق الاستثمارات المدعومة بالذهب، وهو ما يعني تقلص المخاوف المتعلقة باستمرار الفائدة المرتفعة من قبل البنوك المركزية، يرجع هذا إلى توقعات الأسواق التي تزايدت بأن البنوك المركزية العالمية ستلجأ خلال الفترة القادمة إلى خفض أسعار الفائدة.

تراجع أسعار الفائدة يعد أخبار إيجابية بالنسبة لأسعار الذهب لأنه يقلل من تكلفة الفرصة البديلة للذهب، وبالتالي يزيد من فرص تزايد الاقبال على المعدن النفيس.