تراجع التضخم الأمريكي ليدفع الدولار إلى استكمال الهبوط

تراجعت مستويات الدولار الأمريكي لليوم الثالث على التوالي وذلك بعد صدور بيانات التضخم الأمريكية، حيث تراجع مؤشر أسعار المستهلكين خلال شهر ابريل مما يزيد من التوقعات بإمكانية خفض أسعار الفائدة الأمريكية.

سجل مؤشر الدولار الأمريكي اليوم انخفاض بنسبة 0.8% منخفضاً لليوم الثالث على التوالي ليسجل أدنى مستوى منذ قرابة 5 أسابيع عند 104.08.

تراجع بيانات التضخم اليوم من شأنها أن تزيد من فرص خفض أسعار الفائدة وهو الأمر الذي أثر بالسلب على أداء الدولار الأمريكي اليوم. حيث يحاول مؤشر الدولار كسر مستوى الدعم 104.30 الذي يمثل المستوى التصحيحي 50%.

يأتي هذا بعد أن كسر مؤشر الدولار الحد السفلي للقناة السعرية الهابطة خلال تداولات اليوم، وفي حال استمر في الهبوط وأغلق تداولات اليوم تحت مستوى الدعم 104.30، سيستهدف المستوى 103.80 والذي يمثل المستوى التصحيحي 61.8%.

تراجع الدولار الأمريكي جاء بعد صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين عن شهر ابريل ليسجل 0.3% بأقل من التوقعات والقراءة السابقة بنسبة 0.4% بينما تراجع المؤشر السنوي إلى 3.4% ليوافق التوقعات وكانت القراءة السابقة بنسبة 3.5%.

أما عن مؤشر أسعار المستهلكين الجوهري الذي يستثني عوامل التذبذب فقد تراجع إلى 0.3% ليوافق التوقعات وكانت القراءة السابقة بنسبة 0.4%، بينما المؤشر الجوهري السنوي فقد تراجع إلى 3.6% من القراءة السابقة بنسبة 3.8%.

هذا وقد انخفضت الزيادة السنوية في أسعار المستهلكين من ذروتها البالغة 9.1% في يونيو 2022، ليشهد تراجع خلال العام الماضي. إلا أن التضخم عاد إلى التسارع في الربع الأول من العام الجاري وسط تزايد الطلب المحلي بعد اعتداله خلال معظم فترات العام الماضي.

ومن المتوقع أن تنحسر ضغوط التضخم خلال الربع الثاني الجاري وأن تتحرك الأسعار تدريجياً نحو هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2٪ مع تباطؤ سوق العمل.

وقد توافق هذا مع تصريحات رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول الذي قال يوم الثلاثاء أنه يتوقع أن التضخم سيتراجع مرة أخرى على أساس شهري إلى مستويات كانت أشبه بالقراءات المنخفضة التي شهدناها العام الماضي.

من جهة أخرى صدر اليوم أيضاً بيانات مؤشر مبيعات التجزئة عن الاقتصاد الأمريكي خلال شهر ابريل ليتراجع المؤشر إلى المستوى الصفري بنسبة 0.0% بأقل من القراءة السابقة بنسبة 0.6% وكانت التوقعات تشير إلى ارتفاع بنسبة 0.4%.

أيضاً مؤشر امباير الصناعي عن شهر مايو سجل انخفاض بقيمة – 15.6 وكانت القراءة السابقة منخفضة بقيمة – 14.3 بينما كانت التوقعات تشير إلى انخفاض بقيمة – 9.9.

توقعات الأسواق تشير أن يبدأ البنك الفيدرالي في خفض الفائدة في سبتمبر القادم أو نوفمبر، ويتوقع عدد قليل من الأسواق أن يبدأ الفيدرالي دورة التيسير النقدي في يوليو، في حين تعتقد أقلية أخرى أن خفض أسعار الفائدة يمكن أن يأتي في ديسمبر وذلك إذا حدث التخفيض خلال هذا العام.

هذا وقد أبقى البنك الاحتياطي الفيدرالي في أوائل هذا الشهر سعر الفائدة دون تغيير في النطاق الحالي الذي يتراوح بين 5.25% و5.50%، وهو ما كان عليه منذ يوليو. ورفع البنك الفيدرالي سعر الفائدة بمقدار 525 نقطة أساس منذ مارس 2022.