الذهب يشهد تصحيح محدود استعداداً لأسبوع حافل بالبيانات
افتتح الذهب تداولات الأسبوع على تصحيح سلبي محدود وذلك بعد ارتفاع لثلاثة أسابيع متتالية، حيث يحاول الذهب الحصول على زخم إيجابي كافي لاستمرار الارتفاع والعودة للتداول فوق المستوى 2000 دولار للأونصة واختراقه لتسجيل مستويات قياسية جديدة.
سجل الذهب الفوري خلال تداولات اليوم الاثنين أدنى مستوى عند 1990 دولار للأونصة، قبل أن يعود ليتداول وقت كتابة التقرير عند المستوى 1996 دولار للأونصة منخفضاً بنسبة 0.5% وذلك بعد أن افتتح جلسة اليوم عند المستوى 2006 دولار للأونصة.
ارتفع الذهب خلال الأسبوع الماضي بنسبة 1.3% وسجل أعلى مستوياته منذ منتصف شهر مايو الماضي عند 2009 دولار للأونصة، ليستكمل ثلاثة أسابيع متتالية من الارتفاع.
منذ بداية الحرب في قطاع غزة استطاع الذهب أن يحصل على دعم كبير من الطلب على الملاذ الآمن، حيث يعد الذهب الاستثمار المفضل في الأسواق المالية في أوقات الحروب وعدم الاستقرار المالي والاقتصادي.
وقد ارتفع الذهب منذ بداية الحرب في قطاع غزة بنسبة 9.5% ليربح 174 دولار للأونصة، ليخترق المستوى 2000 دولار للأونصة، قبل أن يبدأ في تصحيح سلبي اليوم الاثنين مع بداية التداولات.
المتداولين على الذهب عليهم الحذر بشكل كبير لأنه يتداول في مناطق حرجة بعض الشيء، فالذهب في حالة لمزيد من التصحيح بعد الارتفاع الكبير الذي شهده، ولكن استمرار التوترات والتصعيد في الحرب في الشرق الأوسط يزيد من الطلب عليه وبالتالي يكون التصحيح مؤقت ولفترة زمنية قصيرة.
في المقابل تنتظر الأسواق هذا الأسبوع اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي والذي من المتوقع بشكل كبير أن يقوم بتثبيت أسعار الفائدة دون تغيير، ولكن الأسواق ستراقب بيان البنك والحديث الصحفي لرئيسه جيروم باول في محاولة لمعرفة مستقبل السياسة النقدية للبنك.
البيانات الإيجابية التي تصدر مؤخراً عن الاقتصاد الأمريكي والتي تدل على مرونة الاقتصاد وإمكانية تقبله المزيد من التشديد في السياسة النقدية قد تعمل على خلص ضغط سلبي على الذهب، خاصة مع صدور تقرير الوظائف الحكومي نهاية الأسبوع والذي في حالة ارتفاع أعداد الوظائف الجديدة من شأنه أن يزيد من قوة الدولار الأمريكي لينعكس هذا بالسلب على سعر الذهب.
من هذا يتضح أن الذهب عند منطقة فارقة، فقد يستمر الهبوط بهدف التصحيح السلبي وفي هذه الحالة يستهدف مستويات 1980 ومن بعدها 1950 دولار للأونصة، أو يعود إلى الارتفاع وفي حالة اختراق مستوى المقاومة 2010 دولار للأونصة يستهدف بعدها المستوى 2050 ثم أعلى مستوى سجله عند 2080 دولار للأونصة.
الجدير بالذكر أن المضاربات على الذهب قد تزايدت بشكل كبير خلال الأسبوع المنتهي في 24 أكتوبر وفقاً لتقرير لجنة تداول السلع الآجلة، ليشهد ارتفاع في عقود شراء الذهب بمقدار 20057 عقد بالمقارنة مع التقرير السابق، وذلك مع انخفاض في المقابل في عقود بيع الذهب بمقدار 16590 عقد.
بينما يبقى الطلب على صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب ضعيف بسبب التوقعات باستمرار الفائدة الأمريكية مرتفعة لفترة أطول من الوقت، بالإضافة إلى ارتفاع عوائد السندات الأمريكية بالقرب من أعلى مستوياتها وهو الأمر الذي يجذب المستثمرين إلى أسواق السندات مقارنة مع صناديق الاستثمار في الذهب.
تعليق واحد