الدولار يوسع من خسائره بعد بيانات الوظائف الأقل من المتوقع
وسع الدولار الأمريكي من خسائره اليوم الجمعة بعد أن أظهرت بيانات تقرير الوظائف الأمريكي إضافة وظائف بأقل من المتوقع خلال شهر ابريل بالإضافة إلى ارتفاع معدل البطالة وتقلص تضخم الأجور، مما زاد من الضغط السلبي على مستويات الدولار.
سجل مؤشر الدولار انخفاض بنسبة 0.8% خلال جلسة اليوم ليشهد انخفاض لليوم الثالث على التوالي ويسجل أدنى مستوى منذ 3 أشهر عند 104.38 ليقبل المؤشر على تسجيل انخفاض بنسبة 1.1%.
أعلن الاقتصاد الأمريكي اليوم عن تسجيل وظائف جديدة خلال شهر ابريل بمقدار 175 ألف وظيفة مقارنة مع التوقعات التي كانت تشير إلى 238 ألف وظيفة، بينما تم تعديل القراءة السابقة لتظهر 315 ألف وظيفة بعد أن كانت بقيمة 303 ألف وظيفة.
من جهة أخرى تراجع متوسط الأجر في الساعة الذي يعد من مؤشرات التضخم ليسجل ارتفاع بنسبة 0.2% مقارنة مع القراءة السابقة والمتوقعة بنسبة 0.3%، بينما ارتفع معدل البطالة إلى المستوى 3.9% بأعلى من التوقعات والقراءة السابقة بنسبة 3.8%.
بالرغم من ارتفاع معدل البطالة خلال شهر ابريل إلا أنه يبقى أقل من المستوى 4% للشهر السابع والعشرين على التوالي.
وارتفع معدل الأجور السنوي بنسبة 3.9% في الـ 12 شهر الأخيرة حتى أبريل بعد ارتفاعها بنسبة 4.1% في مارس. ويُنظر إلى نمو الأجور في نطاق يتراوح بين 3.0% و3.5% على أنه متسق مع هدف التضخم الذي وضعه بنك الاحتياطي الفيدرالي عند 2%.
يتضح لنا أنه بالرغم من تراجع بيانات تقرير الوظائف وقطاع العمالة خلال شهر ابريل، إلا أنه يبقى ضمن النطاق المقبول والذي لن يجبر البنك الفيدرالي الأمريكي على التحرك والبدء في تخفيف السياسة النقدية.
أبقى البنك الفيدرالي الأمريكي يوم الأربعاء سعر الفائدة القياسي لليلة واحدة دون تغيير في النطاق الحالي الذي يتراوح بين 5.25% و5.50% وهو ما كان عليه منذ يوليو. ومنذ مارس 2022 رفع البنك سعر الفائدة بمقدار 525 نقطة أساس، ولا تزال الأسواق المالية تتوقع أن يبدأ البنك الفيدرالي دورة التيسير النقدي في سبتمبر.
صرح رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول خلال اجتماع البنك الأخير أن الخطوة القادمة للبنك الفيدرالي لن تكون لصالح رفع أسعار الفائدة، وهو الأمر الذي أنهى التوقعات التي كانت تشير إلى إمكانية رفع الفائدة هذا العام، وكان تأثير هذه التغيرات في توقعات الأسواق سلبي بشكل كبير على أداء الدولار الأمريكي.
وبعد أنباء الأسبوع الماضي عن تباطؤ النمو الاقتصادي بشكل كبير في الربع الأول، فإن الاعتدال في بيانات الوظائف اليوم قد يثير المخاوف من أن الاقتصاد يفقد زخمه بسرعة في الربع الثاني. لكن الانخفاض في الناتج المحلي الإجمالي في الربع الأخير كان إلى حد كبير بسبب ارتفاع أسعار الواردات، مما يعكس الطلب المحلي القوي.
الرسم البياني اليومي لمؤشر الدولار أظهر كسر السعر للحد السفلي للقناة السعرية الهابطة الأمر الذي زاد من الضغط السلبي على سعر مؤشر الدولار ليسجل أدنى مستوى منذ 3 أسابيع عند 104.38.
تسبب هذا الهبوط في كسر المستوى التصحيحي 38.2% عند 104.75 ليقترب السعر من مستوى الدعم 104.30 الموافق للمستوى التصحيحي 50%.
اغلاق تداولات هذا الأسبوع ستؤثر على تحركات مؤشر الدولار خلال الفترة القادمة، فالإغلاق تحت المستوى 104.75 قد يزيد من الضغط السلبي على السعر خلال الأسبوع القادم، خاصة بعد كسر السعر للقناة السعرية الهابطة.
