الذهب يوسع من مكاسبه قبل صدور بيانات التضخم الأمريكية
ارتفعت أسعار الذهب العالمي خلال تداولات اليوم الجمعة للجلسة الثانية على التوالي ليسجل أعلى مستوى في 4 جلسات بدعم من تراجع مستويات الدولار أمريكي بعد بيانات النمو الضعيفة عن الاقتصاد الأمريكي التي صدرت يوم أمس، بينما تنتظر الأسواق اليوم صدور بيانات التضخم الأمريكية الأكثر أهمية.
سجل سعر الذهب الفوري ارتفاع خلال جلسة اليوم بنسبة 0.6% مسجلاً أعلى مستوى منذ يوم الثلاثاء الماضي عند 2352 دولار للأونصة بعد أن افتتح جلسة اليوم عند المستوى 2332 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 2346 دولار للأونصة.
بالرغم من ارتفاع سعر الذهب منذ يوم أمس إلا أنه في طريقه إلى تسجيل انخفاض خلال هذا الأسبوع بنسبة 2% حتى الآن، وذلك بعد الانخفاض الكبير الذي شهده المعدن النفيس بداية هذا الأسبوع والذي دفعه إلى أن يفقد ما يزيد عن 100 دولار من قيمته من أعلى مستوى تاريخي سجله عند 2431 دولار للأونصة.
التراجع في أسعار الذهب بداية هذا الأسبوع ناتج عن تقلص التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، وتراجع الطلب على الملاذ الآمن في الأسواق المالية، الأمر الذي أدى إلى أن يبدأ الذهب تصحيح سلبي بعد سلسلة طويلة من الارتفاعات القياسية.
يوم أمس صدرت بيانات الناتج المحلي الإجمالي عن الاقتصاد الأمريكي خلال الربع الأول، وقد أظهرت تقلص النمو إلى المستوى 1.6% بالمقارنة مع نمو الربع الأخير من العام الماضي بنسبة 3.4% وقد أثر هذا بالسلب على أداء الدولار الأمريكي ليساعد أسعار الذهب على التعافي.
مؤشر الدولار الأمريكي سجل اليوم أدنى مستوى منذ أسبوعين عند 105.24 قبل ان يترفع بعدها ويتداول حالياً عند 105.53. بينما ارتفع العائد على السندات الحكومية لأجل 10 سنوات يوم أمس ليسجل اعلى مستوى منذ ما يقرب 6 أشهر عند 4.739%.
اليوم تنتظر الأسواق صدور بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي عن الاقتصاد الأمريكي وهو مؤشر التضخم المفضل لدى البنك الفيدرالي، مع توقعات أن يظهر استمرار تماسك معدلات التضخم وسط إمكانية ارتفاعه على المدى السنوي.
ارتفاع بيانات التضخم من شأنها أن تزيد من فرص بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول من الوقت، وهو الأمر الذي من شأنه أن يؤثر بالسلب على أسعار الذهب، لأن الفائدة المرتفعة تزيد من تكلفة الفرصة البديلة للذهب الذي لا يقدم عائد لحائزيه.
نلاحظ أنه على الرغم من تماسك مستويات الدولار الأمريكي وارتفاع العائد على السندات الحكومية، والتوقعات الحالية في الأسواق أن الفيدرالي لن يبدأ خفض الفائدة قبل سبتمبر القادم، إلا أن الذهب لا يزال متماسك بشكل كبير، ولم يشهد عمليات بيع مفتوحة بغرض التصحيح السلبي وجني الأرباح، وهو ما يعكس الدعم الكبير والحقيق الذي يحصل عليه الذهب حالياً.
التصحيح السلبي بداية الأسبوع يعكس خروج العديد من المضاربين من سوق الذهب، ولكن في المقابل نجد أن الطلب المرتفع على الذهب من قبل الصين والأسواق الأسيوية قد عوض الذهب بشكل كبير وتسبب في استقرار مستوياته بالرغم من التحديات الحالية بشأن مستقبل السياسة النقدية الأمريكية.