تحركات إيجابية لأسعار الذهب والأعين على البيانات الأمريكية

شهد سعر الذهب العالمي ارتفاع خلال تداولات اليوم الخميس وذلك بعد 3 جلسات متتالية من الهبوط، بينما تستمر تحركات المعدن النفيس في التذبذب داخل نطاق محدد من التداولات لليوم الثالث على التوالي في ظل انتظار الأسواق لنتائج البيانات الأمريكية الهامة التي تبدأ في الصدور اليوم.
سجل سعر الذهب الفوري ارتفاع خلال تداولات اليوم بنسبة 0.6% ليسجل اعلى مستوى عند 2330 دولار للأونصة بعد أن افتتح جلسة اليوم عند المستوى 2315 دولار للأونصة.
تنحصر تداولات الذهب بين مستويات 2330 – 2311 دولار للأونصة لقرابة 3 أيام بسبب انتظار الأسواق لنتائج بيانات النمو والتضخم التي تصدر اليوم وغداً عن الاقتصاد الأمريكي، ولكن بشكل عام فقد انخفاض الذهب منذ بداية الأسبوع وحتى الآن بنسبة 2.6% بعد أن سجل أدنى مستوى منذ أكثر من أسبوعين عند 2291 دولار للأونصة.

بداية هبوط أسعار الذهب كانت هذا الأسبوع ليشهد عمليات بيع لجني الأرباح ويسجل يوم الاثنين الماضي أكبر انخفاض يومي منذ 14 شهر ليفقد 65 دولار دفعة واحدة، بينما منذ تسجيل الذهب أعلى مستوى تاريخي عند 2431 دولار للأونصة انخفض بما يزيد عند 100 دولار.
تراجع الطلب على الملاذ الآمن بعد تقلص التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط دفعت الأسواق إلى إيقاف المضاربة على شراء الذهب كملاذ آمن، ليعود تركيز الأسواق إلى مستقبل السياسة النقدية الأمريكية.
المتوقع أن يظهر التقييم الأول لنمو الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة خلال الربع الأول من العام إلى تقلص النمو إلى 2.5% بالمقارنة مع 3.4% نمو خلال الربع الأخير من 2023. بينما بيانات التضخم التي تصدر غداً متوقع لها ان تظهر تماسك معدلات التضخم على المستوى الشهري، بينما قد نشهد ارتفاع في المستوى السنوي.
البنك الفيدرالي الأمريكي يعقد اجتماع السياسة النقدية خلال الأسبوع القادم، وبيانات النمو والتضخم ستدخل ضمن تقييمه للاقتصاد ولمسار أسعار الفائدة خلال الفترة القادمة، يأتي هذا في الوقت الذي أشار إليه العديد من أعضاء البنك الفيدرالي أن الوقت غير مناسب لخفض أسعار الفائدة وأن البنك في حاجة إلى المزيد من الدلائل على تراجع معدلات التضخم بشكل مستدام يضمن وصول التضخم إلى مستهدف البنك عند 2%.
تراجع أسعار الذهب هذا الأسبوع يعكس خروج للعديد من المضاربين على شراء الذهب من الأسوق، ولكن هذا لم يتسبب في عمليات بيع مفتوحة على الذهب والسبب في ذلك هو وجود عوامل أخرى تدعم المعدن النفيس وعلى رأسها الطلب الفعلي على الذهب من قبل الصين والأسواق الأسيوية بشكل عام.
الطلب الصيني على الذهب ارتفع بشكل كبير منذ العام الماضي في ظل تزايد الإقبال على المعدن النفيس كتحوط ضد عدم اليقين الاقتصادي في الصين والخيارات المحدودة للغاية أمام المواطنين للاستثمار أو حماية مدخراتهم، ليلعب الذهب دور الملاذ الآمن.
تسبب هذا في ارتفاع الطلب على الذهب في الصين بنسبة 28% خلال عام 2023 مما أدى إلى ارتفاع علاوة سعر الذهب التي يتم اضافتها فوق السعر العالمي إلى مستويات قياسية خلال العام الماضي لتصل حالياً إلى 40 دولار للأونصة أعلى من السعر العالمي.
هذا بالإضافة إلى تزايد مشتريات البنك المركزي الصيني من الذهب لتنويع احتياطاته، وهو أحد أهم العوامل التي قدمت دعم كبير للذهب ومنعته من الهبوط والتأثر بمستقبل السياسة النقدية الأمريكية بشكل كبير.