الذهب يوسع خسائره لليوم الثاني على التوالي قبل صدور البيانات الأمريكية
انخفضت أسعار الذهب العالمي لليوم الثاني على التوالي ليوسع من خسائره في ظل تراجع الطلب على الملاذ الآمن بالإضافة إلى استقرار مستويات الدولار الأمريكي الذي حافظ على مكاسبه قبل صدور بيانات القطاع الصناعي والخدمي اليوم.
سجل سعر الذهب الفوري انخفاض خلال جلسة اليوم بنسبة 1% ليسجل أدنى مستوى منذ أكثر من أسبوعين عند 2291 دولار للأونصة ويتداول حالياً عند المستوى 2300 دولار للأونصة بعد أن افتتح جلسة اليوم عند 2327 دولار للأونصة.
يأتي هذا بعد انخفاض سعر الذهب يوم أمس بنسبة 2.7% ليفقد قرابة 65 دولار من قيمته وهو أكبر معدل هبوط يومي منذ أكثر من عام، ليسجل الذهب انخفاض منذ بداية الأسبوع بنسبة 3.8%.
عمليات البيع لجني الأرباح على الذهب مستمرة بعد موجة الصعود الطويلة خلال الفترة الأخيرة والتي انتهت بتسجيل مستوى تاريخي للذهب عند 2431 دولار للأونصة، والتي لم يتخللها تصحيح سلبي واضح لأسعار الذهب.
السبب الرئيسي وراء البدء في تراجع سعر الذهب كان انحصار المخاوف بشأن توسع رقعة الصراع في منطقة الشرق الأوسط، فالهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران التي شاهدناها الأسبوع الماضي لم تسفر عن تطورات كبيرة خاصة مع عدم نية إيران الرد على الهجمات الإسرائيلية الأخيرة.
عمل هذا على تهدئة الطلب على الملاذ الآمن في الأسواق المالية مطلع هذا الأسبوع، خاصة أن الداعم الوحيد لأسعار الذهب حالياً هي التوترات الجيوسياسية. ومع تراجعها بدأت عمليات البيع لجني الأرباح في التزايد على أسعار الذهب.
اتضح هذا من مؤشر VIX الذي يقيس التقلبات في الأسواق ويعرف بمؤشر الخوف، والذي انخفض منذ بداية هذا الأسبوع بنسبة 9.4% الأمر الذي يعكس تراجع المخاوف في الأسواق بشكل كبير، وبالتالي انعكس هذا بشكل سلبي على الذهب الذي يرتبط بعلاقة عكسية مع هذا المؤشر.
في المقابل نجد أن الدولار الأمريكي يحافظ على مكاسبه منذ الأسبوع الماضي بعد أن سجل أعلى مستوى منذ 5 أشهر ونصف، وقد انعكس هذا أيضاً على العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات التي ارتفعت لأعلى مستوى منذ أكثر من 5 أشهر.
ارتفاع الدولار وعوائد السندات الحكومية يمثل ضغط سلبي على أسعار الذهب في ظل العلاقة العكسية بينهم، هذا بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة الفرصة البديلة للذهب الذي لا يقدم عائد لحائزيه مقارنة مع السندات والاستثمارات الأخرى.
اليوم تصدر بيانات أداء القطاع الصناعي والخدمي عن الاقتصاد الأمريكي، وهي البيانات التي ساهمت من قبل في حركة الدولار الأمريكي بشكل كبير، نظراً لأن تحسن أداء القطاع الصناعي الأمريكي يفتح الباب أمام استمرار البنك الفيدرالي الأمريكي في الحفاظ على أسعار الفائدة عند مستوياتها المرتفعة لفترة أطول من الوقت.
تحسن البيانات الأمريكية اليوم قد يزيد من الضغط السلبي على أسعار الذهب الذي عاد للتأثر حالياً لتوقعات السياسة النقدية، بعد أن كان كامل تركيز الأسواق مع تأثير التوترات الجيوسياسية.
من جهة أخرى صدر عن مجلس الذهب العالمي بيانات تفيد عودة الاستثمارات على الذهب إلى التزايد، فقد أظهرت التدفقات النقدية الداخلة إلى صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب خلال الأسبوع المنتهي في 19 ابريل ارتفاع بمقدار 1.4 طن ذهب.
يعد هذا أول ارتفاع في التدفقات النقدية الداخلة إلى الصناديق منذ 15 أسبوع متتالي، مما يعكس عودة الاستثمارات إلى صناديق الذهب. وكان الارتفاع بقيادة الصناديق الأسيوية التي أضافت 6.6 طن ذهب وصناديق أمريكا الشمالية التي أضافت 4.7 طن، بينما استمرت الصناديق الأوروبية في خروج الاستثمارات بقيمة – 9.5 طن.