الذهب يتراجع لأدنى مستوياته في أسبوع مع تقلص التوترات الجيوسياسية
شهد سعر الذهب العالمي انخفاض مع بداية تداولات الأسبوع ليسجل ادنى مستوياته في أسبوع، وذلك في ظل تقلص التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط الأمر الذي قلل من الطلب على الذهب كملاذ آمن في الأسواق.
سجل سعر الذهب الفوري انخفاض بنسبة 2.1% خلال جلسة اليوم ليسجل أدنى مستوى في أسبوع عند 2337 دولار للأونصة، وذلك بعد أن افتتح جلسة اليوم عند المستوى 2392 دولار للأونصة ليفقد 55 دولار خلال جلسة اليوم حتى الآن.
يأتي تراجع سعر الذهب اليوم بعد أن شهد ارتفاع لـ 5 أسابيع متتالية سجل خلالهم أعلى مستوى تاريخي عند 2431 دولار للأونصة، إلا أن وتيرة الصعود قد ضعفت في سوق الذهب منذ الأسبوع الماضي على الرغم من التوترات الجيوسياسية.
الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران التي شاهدناها الأسبوع الماضي لم تسفر عن توسع رقعة الصراع في منطقة الشرق الأوسط، خاصة مع عدم نية إيران الرد على الهجمات الإسرائيلية الأخيرة.
عمل هذا على تهدئة الطلب على الملاذ الآمن في الأسواق المالية مطلع هذا الأسبوع، خاصة أن الداعم الوحيد لأسعار الذهب حالياً هي التوترات الجيوسياسية. ومع تراجعها اليوم بدأت عمليات البيع لجني الأرباح في التزايد على أسعار الذهب.
مؤشر الدولار الأمريكي ارتفع خلال جلسة اليوم ليتداول بالقرب من اعلى مستوياته في 5 أشهر ونصف التي سجلها خلال الأسبوع الماضي، مع توقعات باحتفاظ الدولار بمكاسبه وذلك في ظل الدعم من البيانات الاقتصادية الأمريكية.
يصدر هذا الأسبوع بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي عن الولايات المتحدة الأمريكية والذي يعد مقياس التضخم المفضل لدى البنك الفيدرالي، ومن المتوقع أن تظهر البيانات استقرار التضخم خلال شهر مارس، وإمكانية ارتفاعه على المستوى السنوي.
من ناحية أخرى نجد أن العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات يتداول بالقرب من أعلى مستوياته منذ أكثر من 5 أشهر التي سجلها خلال الأسبوع الماضي، وهو ما يزيد من الضغط السلبي على أسعار الذهب.
التراجع الحالي في أسعار الذهب ناتج عن إعادة تقييم المستثمرين لمراكز الذهب الحالية وقياس لتكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالذهب في الوقت الذي يرتفع فيه العائد على السندات الحكومية، وكانت النتيجة لصالح التخلي عن الذهب الذي لا يقدم عائد لحائزيه.
تصريحات أعضاء البنك الفيدرالي الأمريكية الأخيرة أيضاً ساهمت في زيادة الضغط السلبي على أسعار الذهب، فقد جاءت التصريحات لصالح الحفاظ على أسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية لفترة أطول من الوقت خاصة مع تماسك معدلات التضخم.
وتقوم الأسواق حالياً بتسعير إمكانية البدء في خفض الفائدة في اجتماع الفيدرالي في سبتمبر، بعد ان كانت التوقعات تشير إلى خفض الفائدة في يونيو القادم، لتخفض الأسواق من إجمالي توقعات الفائدة إلى مرتين هذا العام من 3 مرات.
