الدولار يتخلى عن مكاسبه اليوم وسط جلسة متقلبة

تخلى الدولار الأمريكي عن مكاسبه التي سجلها مطلع جلسة اليوم وسط حركة متقلبة، حيث استوعب المتداولون الضربات الإسرائيلية المعلن عنها ضد مواقع إيرانية وتأثيرها على الرغبة في المخاطرة.
مؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية انخفض اليوم بنسبة 0.3% ليسجل أدنى مستوى عند 105.73 وذلك بعد أن ارتفع خلال جلسة اليوم ليسجل أعلى مستوى عند 106.18 وكان قد افتتح جلسة اليوم عند المستوى 105.99.

الرسم البياني الأسبوع لمؤشر الدولار يظهر تداول السعر في قناة سعرية صاعدة ليقترب هذا الأسبوع من حدها العلوي قبل أن يتراجع من هذا المستوى، ليعود السعر بالقرب من المستوى التصحيحي 78.6% عند 105.50.
ارتفاع مستويات الدولار مطلع جلسة اليوم يأتي في ظل تزايد الطلب على الدولار الذي يعتبر ملاذا آمنا، بعد تقارير تفيد بأن إسرائيل هاجمت إيران في تصعيد للصراع في الشرق الأوسط، بعد أيام قليلة من شن إيران غارة بطائرة بدون طيار على إسرائيل.
تمثل هذه الخطوة تصعيدًا محتملًا في الصراع الإيراني الإسرائيلي، ويمكن أن تنذر بتدهور الأوضاع الجيوسياسية في الشرق الأوسط، خاصة بعد أن أظهرت التقارير الأولية أن الضربات جاءت بالقرب من مواقع تحتوي على منشآت نووية إيرانية.
ولكن سرعان ما تقلصت هذه المكاسب بعد أن قالت وكالات الأنباء الإيرانية إنه لم يحدث أي ضرر للمنشآت، واعتبرت الضربات محدودة الحجم إلى حد ما. وهي التصريحات التي اعتبرتها الأسواق إشارة إلى عدم نية إيران الرد على الهجمات الإسرائيلية.
بالرغم من ذلك قد يستطيع الدولار أن يسجل ارتفاع على المستوى الأسبوعي ليعد ارتفاع للأسبوع الثاني على التوالي. حيث دفعت البيانات الاقتصادية الأمريكية القوية والتضخم المستمر المستثمرين إلى إعادة التفكير بشكل جذري في فرص قيام البنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة في أي وقت قريب.
أيضاً ساعدت سلسلة من التعليقات المتشددة من قبل أعضاء البنك الاحتياطي الفيدرالي الدولار أيضًا، حيث صرح رئيس البنك الفيدرالي في أتلانتا رافائيل بوستيك يوم الخميس إنه إذا لم يستمر التضخم في التحرك نحو هدف البنك الفيدرالي الأمريكي البالغ 2٪، فقد يجأ أعضاء البنك إلى التفكير في رفع الفائدة.
أما عن عضو الفيدرالي نيل كاشكاري فقد صرح أن الفيدرالي قد يؤجل قرار خفض الفائدة إلى ما بعد عام 2024 في حال لم يحصل على بيانات كافية لتراجع التضخم بشكل مستدام إلى مستهدف البنك.
من جهة أخرى ارتفع العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات ليسجل أعلى مستوى منذ 5 أشهر ونصف عند 4.696% بدعم من توقعات بقاء الفائدة مرتفعة لفترة أطول من الوقت، الأمر الذي يدعم الدولار الأمريكي الذي يجد الدعم من كونه ملاذ آمن في الأسواق ومن استمرار التشديد النقدي.