الجنيه الإسترليني يسجل الأدنى من 5 أشهر بسبب العزوف عن المخاطرة

انخفضت مستويات الجنيه الإسترليني اليوم ليسجل أدنى مستويات منذ 5 أشهر وذلك في ظل العزوف عن المخاطرة في الأسواق المالية ولجوء المستثمرين إلى استثمارات الملاذ الآمن، بالإضافة إلى البيانات الضعيفة التي صدرت اليوم عن الاقتصاد البريطاني والمتعلقة بمبيعات التجزئة.
يتداول زوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار حالياً عند المستوى 1.2438 بعد أن سجل أدنى مستوى منذ منتصف شهر نوفمبر الماضي عند 1.2388 ليقبل الزوج على تسجيل انخفاض للأسبوع الثاني على التوالي.
الانخفاض الكبير في مستويات الجنيه الإسترليني حدث أثناء الجلسة الأسيوية بسبب أخبار عن هجمات إسرائيلية على مواقع إيرانية فيما يعد رد إسرائيلي على هجمات إيران مطلع هذا الأسبوع، الأمر الذي دفع المستثمرين إلى البحث عن استثمارات الملاذ الآمن المتمثلة في الدولار الأمريكي وعملات الين الياباني والفرنك السويسري، وذلك على حساب الجنيه الإسترليني الذي يعد من الاستثمارات الخطرة في أسواق العملات.
الجدير بالذكر أن عمليات البيع على الإسترليني لم تستمر لفترة طويلة وذلك بعد ان تبين محدودية تأثير هذه الهجمات، وإشارة إيران إلى عدم نيتها الرد على هذه الهجمات، وبذلك انتهى التأثير سريعاً في الأسواق.
من جهة أخرى صدرت اليوم بيانات مبيعات التجزئة عن الاقتصاد البريطاني خلال شهر مارس، لتشهد قراءة ثابتة بنسبة 0.0% بعد ان كانت التوقعات تشير إلى ارتفاع بنسبة 0.3%، بينما تم تعديل القراءة السابقة لتشهد ارتفاع بنسبة 0.1%. بينما ارتفع المؤشر السنوي لمبيعات التجزئة بنسبة 0.8% مقارنة مع انخفاض سابق بنسبة – 0.3%.
مؤشر مبيعات التجزئة يعبر عن معدلات إنفاق القطاع العائلي في بريطانيا والتي اتضح أنها شهدت ركود خلال شهر مارس على الرغم من التراجع الأخير في معدلات التضخم.
سجل تضخم أسعار المستهلكين البريطانيين أبطأ وتيرة له في عامين ونصف العام في مارس، على الرغم من انخفاضه أقل من المتوقع مع ارتفاع أسعار وقود السيارات، مما خفف توقعات السوق بشأن نطاق تخفيضات أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي البريطاني هذا العام.
الجدير بالذكر أن ضعف مبيعات التجزئة يضغط بشكل سلبي على معدلات النمو، ولكنه من جهة أخرى يخفف من الضغط على معدلات التضخم في بريطانيا، الأمر الذي قد يساعد البنك البريطاني على اتخاذ قراره بخفض أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا العام.

يشهد زوج الجنيه الاسترليني مقابل الدولار الأمريكي المزيد من الضغط السلبي للأسبوع الثاني على التوالي في ظل قوة الدولار الأمريكي بالإضافة إلى الفارق في السياسة النقدية بين الفيدرالي الأمريكي والمركزي البريطاني، بسبب توقعات الأسواق أن البنك البريطاني سيسبق الفيدرالي في خفض الفائدة.
استطاع السعر ان يكسر المستوى 1.2460 مطلع هذا الأسبوع مسجلا أدنى مستوى منذ منتصف نوفمبر الماضي ليفشل في الارتفاع فوقه من جديد الأمر الذي دفعه إلى مزيد من الهبوط ليستهدف مستوى الدعم 1.2360 الذي يمثل المستوى التصحيحي 61.8%.
يأتي هذا بالإضافة إلى تقاطع المتوسط المتحرك 200 يوم بشكل سلبي مع خط الاتجاه الصاعد الرئيسي ليتزامن هذا مع كسر السعر لخط الاتجاه خلال الأسبوع الماضي مما يزيد من الضغط السلبي على حركة الزوج، بينما نجد المتوسط المتحرك 50 يوم يستعد للتقاطع أيضاً بشكل سلبي مع المتوسط المتحرك 100 يوم.
2 تعليقات