الذهب بين مطرقة توقعات الفائدة الأمريكية وسندان التوترات الجيوسياسية

من جديد نجد أسعار الذهب العالمي تدخل في نطاق تداول يضيق بمرور الوقت ليضغط على حركة السعر، ولكن هذه المرة هناك عوامل متضاربة في تأثيرها على الذهب وهي السبب وراء حركة الذهب العرضية التي بدأت هذا الأسبوع.

ارتفع سعر الذهب الفوري اليوم بنسبة 0.2% ليسجل أعلى مستوى عند 2394 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند 2387 دولار، وكان قد ارتفع يوم أمس ليسجل أعلى مستوى عند 2398 دولار للأونصة.

الآن يواجه الذهب منطقة المقاومة 2395 – 2400 دولار للأونصة والتي تمنع صعود السعر حتى الآن، وفي المقابل نجد أن السعر مستمر في التحرك في قناة سعرية صاعدة. الأمر الذي يضيق من نطاق حركة السعر مع الوقت ويجبره على اتخاذ اتجاه محدد.

عند النظر إلى العوامل المؤثرة على حركة الذهب حالياً نجد أن التوترات الجيوسياسية لها اليد عليا خلال هذه الفترة، خاصة بعد الهجمات الإيرانية على الكيان الصهيوني بداية هذا الأسبوع، واستمرار عدم اليقين بشأن قيام الكيان بتوجيه رد على هجمات إيران أم الاستجابة لدعوات التهدئة من الولايات المتحدة والدول الأخرى.

تعمل هذه التوترات على زيادة الطلب على الملاذ الآمن في الأسواق المالية والذي يمثل الذهب أهم استثمارات الملاذ الآمن في أوقات عدم اليقين الجيوسياسي.

في المقابل نجد أن هناك ضغط سلبي على أسعار الذهب ناتج عن التوقعات بتأجيل قرار خفض أسعار الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي في ظل تماسك التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية.

اتضح هذا من بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية التي صدرت مطلع هذا الأسبوع وأظهرت استمرار معدلات إنفاق القطاع العائلي الأمريكي مستمرة بدعم من قوة قطاع العمالة الأمريكي، وهو الأمر الذي زاد من توقعات الأسواق بتأجيل قرار خفض الفائدة لما بعد شهر يونيو.

يعمل هذا على الحد من مكاسب الذهب خاصة مع ارتفاع مستويات الدولار الأمريكي والعائد على السندات الحكومية الأمريكية لأعلى مستوى منذ 5 أشهر، وكان من المفترض أن يكون هذا كفيل بدفع أسعار الذهب إلى التراجع والدخول في تصحيح سلبي تنتظره الأسواق منذ بداية شهر مارس.

السبب وراء تماسك أسعار الذهب هي التوترات الجيوسياسية التي تزيد من الطلب على الملاذ الآمن وتزيد من فرص الصعود بشكل أكبر من التصحيح السلبي، هذا بالإضافة إلى تغيير المؤسسات العالمية لتوقعاتها بالنسبة لأسعار الذهب بعد موجة الارتفاع القوية التي شهدها المعدن النفيس مؤخراً.

فقد رفع سيتي بنك توقعاته لأسعار الذهب إلى المستوى 3000 دولار للأونصة خلال الستة أشهر إلى 18 شهر القادمة، كما قام بنك جولدمان ساكس بتعديل توقعاته لأسعار الذهب إلى 2700 دولار للأونصة بعد أن كانت 2300 دولار للأونصة.