الدولار يتماسك عند أعلى مستوياته منذ 5 أشهر بالرغم من ضعف بيانات المنازل
استمر الدولار الأمريكي في الارتفاع ليسجل اعلى مستوى منذ 5 أشهر خلال جلسة اليوم وذلك على الرغم من بيانات قطاع المنازل الأمريكية التي جاءت أضعف من المتوقع، وذلك في ظل قوة التوقعات أن أسعار الفائدة الأمريكية في طريقها إلى البقاء مرتفعة لفترة أطول من الوقت.
ارتفع مؤشر الدولار الذي يقيس اداءه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية خلال جلسة اليوم ليسجل أعلى مستوى منذ أكثر من 5 أشهر عند 106.22 ليتداول حالياً عند المستوى 105.90، ليكون بذلك قد ارتفع لـ 6 جلسات متتالية الأمر الذي يعكس ارتفاع الطلب على الدولار في الأسواق المالية كملاذ آمن.
منذ اختراق مؤشر الدولار خط الاتجاه الهابط طويل الأجل بدأ في حركة صعود اخترق خلالها المستوى 106.00 ليحاول الاستقرار فوق هذا المستوى، ويصبح المستهدف حالياً عند المستوى 107.00.
اخترق السعر المستوى 105.50 خلال الأسبوع الماضي وأغلق فوقه مما زاد من الدعم لمستويات الدولار الأمريكي خلال هذا الأسبوع ليتفاعل بشكل إيجابي مع بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية الأفضل من المتوقع.
اليوم صدر عن الاقتصاد الأمريكي بيانات قطاع المنازل ليشهد مؤشر المنازل المبدوء في انشائها انخفاض بنسبة – 14.6% خلال شهر مارس مقارنة مع القراءة السابقة المرتفعة بنسبة 12.7%. بينما انخفض مؤشر تصاريح البناء بنسبة – 4.3% مقارنة مع القراءة السابقة المرتفعة بنسبة 2.3%.
ضعف بيانات قطاع المنازل الأمريكية لم تؤثر سلباً على الدولار الأمريكي وذلك بسبب تركيز الأسواق بشكل أكبر على بيانات التضخم والوظائف ومعدلات الإنفاق خلال الفترة الحالية، كونها البيانات التي تؤثر على مستقبل السياسة النقدية وأسعار الفائدة.
البيانات الأخيرة أظهرت أن الاقتصاد الأمريكي يواصل النمو بقوة كبيرة أعلى من الاتجاه طويل الأجل وهو ما يدعم ارتفاع عوائد السندات الأمريكية والذي يقلل من فرص قيام البنك الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض أسعار الفائدة.
تتوقع الأسواق الآن فرصة بنسبة 41% لخفض البنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في يوليو، مقارنة بحوالي 50% قبل صدور البيانات مبيعات التجزئة يوم أمس.
يترقب المستثمرون دلائل من رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، الذي من المقرر أن يتحدث في وقت لاحق اليوم الثلاثاء، وهي أول تعليقات له منذ بيانات التضخم الأمريكية الأسبوع الماضي التي جاءت أعلى من المتوقع.
الدولار الأمريكي استطاع تحقيق ارتفاع كبير منذ الأسبوع الماضي بدعم من التوقعات بتأجيل البنك الفيدرالي لقرار البدء في خفض أسعار الفائدة، وهو الأمر الذي خلق فارق في السياسة النقدية بين البنك الفيدرالي والبنوك المركزي الأخرى.
انعكس هذا الفارق بشكل سلبي على أداء العملات الأخرى مقابل الدولار حيث تراجع كل من اليورو والجنيه الإسترليني، واليوم استمر انخفاض الين الياباني ليسجل أدنى مستوياته منذ عام 1990 الأمر الذي زاد من قوة ارتفاع الدولار الأمريكي.
