أسعار الذهب تشهد تذبذب بالقرب من أعلى مستوياتها مع استمرار سيطرة اتجاه الصعود
سجلت أسعار الذهب أعلى مستوى بالقرب من المستويات التاريخية التي سجلتها الأسبوع الماضي، وذلك قبل أن تعود إلى التراجع من جديد في ظل عدم وضوح الاتجاه على المدى اللحظي لتحركات الذهب، ولكن على المدى القصير يبقى الاتجاه الصاعد هو المسيطر على تحركات الذهب.
ارتفع سعر الذهب الفوري ليسجل أعلى مستوى اليوم عند 2392 دولار للأونصة قبل أن يعود إلى التراجع بنسبة 0.5% ليتداول حالياً عند المستوى 2372 دولار للأونصة بعد أن افتتح جلسة اليوم عند المستوى 2383 دولار للأونصة.
الذهب استطاع الحفاظ على مكاسبه الأخيرة بدعم من التوترات الجيوسياسية بعد هجمات إيران على الكيان الصهيوني في عطلة نهاية الأسبوع الأخيرة، والتي زادت من الطلب على الذهب كملاذ آمن في الأسواق المالية.
الأسواق الآن في حالة تحفز لما قد ينتج إذا قرر الكيان الصهيوني الرد على هذا الهجوم الأخير من إيران وما قد ينتج عن هذا من توسع رقعة الصراع في الشرق الأوسط، ونتيجة لهذا تستقر تداولات الذهب بالقرب من اعلى مستوياته التاريخية التي سجلها يوم الجمعة الماضية عند 2431 دولار للأونصة.
الارتفاع الأخير في مستويات الذهب يأتي بالرغم من قوة الدولار الأمريكي الذي يتداول عند أعلى مستوياته منذ أكثر من 5 أشهر، وذلك في ظل تسعير جديد للأسواق بشأن تأجيل خفض الفائدة إلى سبتمبر القادم بعد أن كانت التوقعات الأخيرة تشير إلى بداية البنك الفيدرالي لخفض الفائدة في يونيو القادم.
بيانات التضخم عن شهر مارس أظهرت تماسك معدلات التضخم بشكل كبير، بالإضافة إلى تقرير الوظائف الذي أظهر قوة قطاع العمالة ودعمه لمعدلات التضخم مما أدى إلى تزايد التوقعات في الأسواق باستمرار الفائدة الأمريكية مرتفعة لفترة أطول من الوقت، وهو ما أكد عليه العديد من أعضاء البنك الفيدرالي.
يوم أمس صدرت بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية عن شهر مارس لتأتي أعلى من التوقعات الأمر الذي يدل على قوة معدلات الإنفاق من قبل القطاع العائلي الأمريكي حيث وجد الدعم من استقرار قطاع العمالة والتوظيف الأمريكي.
من جهة أخرى تستمر صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب في أن تشهد خروج للتدفقات النقدية للأسبوع الـ 15 على التوالي، فقد أظهر بيانات مجلس الذهب العالمي أن صناديق الاستثمار العالمية المدعومة بالذهب شهدت خروج تدفقات بقيمة 8.3 طن ذهب خلال الأسبوع المنتهي في 12 ابريل.
استمرار ضعف الطلب الاستثماري على الذهب لم يؤثر سلباً على أداءه خلال الفترة الأخيرة، ولكن يمكن القول إنه يحد فقط من قوته ومن مكاسبه، والسبب في ذلك هو قوة الطلب الفعلي على الذهب من قبل البنوك المركزية العالمية بالإضافة إلى ارتفاع الطلب في الأسواق المالية على المعدن النفيس كملاذ آمن.
واليوم من المنتظر أن يتحدث رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول وتنتظر الأسواق ما سيصدر عنه من تصريحات بشأن مستقبل أسعار الفائدة الأمريكية ومدى تماسك التضخم الأمريكي.
التوقعات تظل إيجابية بالنسبة لأسعار الذهب على المدى القصير بسبب ارتفاع الطلب عليه كملاذ الآمن، وهو الأمر الذي يمكنه من عدم التأثر سلباً من ارتفاع مستويات الدولار وارتفاع العائد على السندات الحكومية الأمريكية.
توقعت مؤسسة سيتي بنك الأمريكية أن يرتفع سعر الذهب خلال الفترة من 6 إلى 18 شهر القادمة ليسجل 3000 دولار للأونصة، ليشير البنك أن الحد الأدنى لسعر الذهب قد ارتفع من 1000 دولار إلى 2000 دولار للأونصة.