مسيرة صعود الذهب مستمرة والدعم يأتي من مضاربات أسواق العقود الآجلة

من جديد ارتفع سعر الذهب العالمي ليسجل مستوى تاريخي جديد، ليستمر في تسجيل مستويات تاريخية بشكل متتالي للجلسة الثامنة على التوالي، وذلك في ظل الدعم الكبير الذي يحصل عليه الذهب من الطلب على الملاذ الآمن إلى جانب تزايد المضاربات على المعدن النفيس في أسواق العقود الآجلة.

ارتفع سعر الذهب الفوري خلال جلسة اليوم الثلاثاء ليسجل اعلى مستوى تاريخي عند 2365 دولار للأونصة بعد أن افتتح جلسة اليوم عند 2339 دولار للأونصة ليسجل ارتفاع بنسبة 0.6% ويتداول حالياً عند المستوى 2353 دولار للأونصة.

خلال آخر 11 جلسة تداول ارتفع سعر الذهب في 10 جلسات منهم وسجل ارتفاع منذ بداية الأسبوع بنسبة 1% في طريقه إلى تسجيل ارتفاع للأسبوع الرابع على التوالي، بينما منذ بداية شهر ابريل ارتفع الذهب بنسبة 5.4%، ليسجل ارتفاع منذ بداية عام 2024 بنسبة 14.1%.

صناديق التحوط المتداول في أسواق السلع الآجلة مستمرة في زيادة مشترياتها من عقود شراء الذهب والفضة، وبالرغم من ارتفاع الأسعار لمستويات قياسية لا يزال هناك مجال للتحرك نحو الأعلى.

تقرير لجنة تداول العقود الآجلة للسلع عن التزامات المتداولين للأسبوع المنتهي في 2 أبريل اظهر أن مديري الأموال زادوا إجمالي مراكزهم الطويلة المضاربة في عقود الذهب الآجلة في كومكس بمقدار 10.067 عقدًا إلى 173.073 عقدًا. وفي الوقت نفسه انخفضت مراكز البيع، حيث انخفضت بمقدار 1,218 عقدًا إلى 25,993.

يبلغ صافي سوق الذهب حاليًا 147.080 عقد لصالح الشراء حيث وصلت مراكز المضاربة على شراء الذهب إلى أعلى مستوى لها منذ أوائل مارس 2022، ومع ذلك ظلت مراكز التداول ثابتة إلى حد كبير خلال الأسابيع الثلاثة الماضية ولا تزال أقل بكثير من أعلى مستوياتها المسجلة في عام 2019.

يأتي هذا الارتفاع غير مسبوق في اسعار الذهب والفضة على الرغم من عوائد السندات المرتفعة والقوة المرنة للدولار الأمريكي. فقد ارتفعت عوائد السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى أعلى مستوى منذ نوفمبر الماضي عند 4.462%.

بينما يحافظ الدولار الأمريكي على مستوياته من الهبوط في ظل بقاء البنك الاحتياطي الفيدرالي حذرًا للغاية عندما يتعلق الأمر بتخفيضات محتملة في أسعار الفائدة هذا العام. في ظل تماسك معدلات التضخم الأمريكية.

يوم غد يصدر عن الاقتصاد الأمريكي بيانات مؤشر أسعار المستهلكين عن شهر مارس والذي يعد مؤشر التضخم الرئيسي، ومن المتوقع أن يظهر استقرار معدلات التضخم بعد الارتفاع الذي سجله في فبراير الماضي.

يأتي هذا بعد أيام من تقرير الوظائف الحكومي الذي صدر نهاية الأسبوع الماضي وأظهر ارتفاع كبير في أعداد الوظائف الجديدة خلال شهر مارس إلى جانب ارتفاع في معدل الأجور وتراجع في معدل البطالة.

بيانات الوظائف الأفضل من المتوقع زادت التوقعات أن البنك الفيدرالي قد يبقي على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول من الوقت في ظل ثبات التضخم وقوة قطاع العمالة، وقامت الأسواق بتخفيض توقعات خفض الفائدة في يونيو القادم إلى 51% وأن يصل إجمالي خفض الفائدة الأمريكية إلى مرتين فقط هذا العام بعد أن كانت عن 3 أو 4 مرات من قبل.

بالرغم من هذا استطاع الذهب الارتفاع وتسجيل مستويات تاريخية جديدة متجاهلات توقعات بقاء الفائدة الأمريكية مرتفعة لفترة أطول، وذلك بعد أن وجد دعم من الطلب المرتفع على الملاذ الآمن في الأسواق المالية.