الذهب يرفض الهبوط وينتظر بيانات الوظائف الأمريكية
عوض الذهب معظم خسائره بشكل سريع التي سجلها منذ جلسة الأمس مما يدل على قوة المشترين على المعدن النفيس، وذلك قبل صدور تقرير الوظائف الأمريكي اليوم والذي من شأنه أن يعطي صورة أوضح عن مستقبل أسعار الفائدة وبالتالي قد تتضح حركة الذهب القادمة.
يتداول الذهب حالياً عند المستوى 2293 دولار للأونصة بعد أن سجل اليوم أدنى مستوى عند 2267 دولار للأونصة، يأتي هذا بعد أن انخفض الذهب يوم أمس بنسبة 0.4% عقب تسجيله أعلى مستوى تاريخي عند 2305 دولار للأونصة.
الذهب في طريقه إلى تسجيل ارتفاع على المستوى الأسبوعي بنسبة 2.5% وهو ارتفاع للأسبوع الثالث على التوالي، يأتي هذا في ظل موجة الشراء القوية التي شهدها الذهب خلال الفترة الأخيرة والتي دفعته إلى تسجيل مستويات تاريخية متتالية.
الذهب وجد دعم كبير مؤخراً من عزوف المستثمرين عن المخاطرة في الأسواق المالية وهو ما اتضح من عمليات البيع على الأسهم لتنتقل الاستثمارات في المقابل إلى الذهب الذي يمثل الملاذ الآمن الأول في الأسواق المالية.
هذا بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية المستمرة في التزايد في منطقة الشرق الأوسط بعد ضرب السفارة الإيرانية في سوريا، بالإضافة إلى هجمات أوكرانية على البنية التحتية النفطية لروسيا.
الجدير بالذكر أن الذهب في الأساس يتمتع بدعم كبير ومستمر من عمليات شراء البنوك المركزي العالمية للذهب لزيادة احتياطاتها، تلك العملية التي استمرت لـ 9 أشهر متتالية حتى فبراير الماضي، الأمر الذي يمنع الذهب من أي هبوط حاد في أي فترة مضت.
أظهرت بيانات مجلس الذهب العالمي أن البنوك المركزية العالمية قد قامت بشراء 19 طن من الذهب خلال شهر فبراير الماضي، مشتريات شهر فبراير من الذهب جاءت أقل بنسبة 58% من مشتريات البنوك المركزية في شهر يناير الماضي والتي كانت عند 45 طن، بينما نجد أن مشتريات شهري يناير وفبراير 2024 مجتمعين وصلت إلى 64 طن من الذهب أقل من مشتريات نفس الفترة من عام 2023 بنسبة 43%، ولكنها أعلى بأربعة أضعاف مشتريات نفس الفترة من عام 2022.
ويبقى أمام الذهب العامل الأكثر تغيراً وتقلباً وهو مستقبل أسعار الفائدة الأمريكية والذي يتأثر بالبيانات الاقتصادية التي تصدر عن الاقتصاد الأمريكي إلى جانب تصريحات أعضاء البنك الفيدرالي، وحتى الآن الذهب يجد الدعم من استقرار توقعات خفض الفائدة هذا العام.
رئيس الفيدرالي الأمريكي جيروم باول أكد في آخر حديث له على خفض الفائدة في عام 2024، ولكنه لم يتعرض إلى ميعاد محدد لحدوث هذا، وأشار إلى حاجة البنك الفيدرالي لمزيد من المعلومات التي تؤكد على التراجع المستدام للتضخم ما يدل على وصوله إلى مستهدف التضخم عند 2% وذلك قبل خفض أسعار الفائدة.
مما سبق نجد أن الذهب يجد دعم قوي يمنعه من الاستسلام للهبوط والتصحيح السلبي، وذلك على الرغم من موجة الصعود الحادة التي شهدها منذ بداية شهر مارس والتي لم يتخللها تصحيح سلبي واضح حتى الآن.
اليوم يصدر تقرير الوظائف عن الاقتصاد الأمريكي مع توقعات بثبات معدل البطالة دون تغير إلى جانب تسجيل عدد وظائف جديدة في مارس اعلى من التوقعات، وهو الأمر الذي من شأنه أن يدعم ارتفاع الدولار ويؤثر سلباً على أسعار الذهب.
ولكن قد تأتي البيانات مخالفة للتوقعات وتظهر ضعف في أداء قطاع العمالة وارتفاع في معدل البطالة، وهو الأمر الكفيل بعود الذهب إلى الارتفاع واخترق القمة السعرية الأخيرة، ومن هنا نشهد تذبذب حالي في أسعار الذهب في انتظار ما ستسفر عنه بيانات الوظائف وبالتالي تحركات الذهب.
