محمد العريان يتهم الفيدرالي الأمريكي بالتركيز المفرط على البيانات ويطالب باستراتيجية طويلة الأجل
قال محمد العريان، كبير المستشارين الاقتصاديين في مجموعة أليانز، يوم الجمعة، إن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أصبح يعتمد بشكل مفرط على البيانات وفقد التركيز على استراتيجيته الشاملة.
وأوضح العريان أن رؤية استراتيجية طويلة الأجل يمكن أن تقود صانعي السياسة إلى اعتماد هدف جديد للتضخم أقرب إلى 3%.
وقال العريان خلال منتدى أمبروسيتي الربيعي في إيطاليا: “بدلاً من أن يكون استراتيجيًا، أصبح الفيدرالي الأمريكي يعتمد بشكل مفرط على البيانات وتحول إلى معلق يقدم تحليلاً لحظي”، وأضاف: “هذا ليس دور الفيدرالي الأمريكي. يجب أن يكون الفيدرالي استراتيجيًا، ويجب أن يوفر راسة استراتيجية، ومُثبّتًا للاقتصاد”.
وتابع: “الخطأ الذي قد يرتكبونه هذه المرة هو أنهم سينتهون إلى تشديد السياسة النقدية بشكل مفرط”.
أعضاء الفيدرالي الأمريكي يتحفظون على خفض الفائدة مؤخرا
تأتي تعليقات العريان في أعقاب تصريحات محافظة صدرت مؤخرًا عن عدد من صانعي السياسة في الفيدرالي الأمريكي بشأن خفض أسعار الفائدة.
وقال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يوم الأربعاء إن البنك سيحتاج إلى مزيد من الأدلة لتقييم الوضع الحالي للتضخم، ما يثير الشكوك حول توقعات خفض أسعار الفائدة في يونيو.
وفي اليوم التالي، قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس نيل كاشكاري إنه يتساءل عما إذا كان ينبغي على البنك المركزي خفض أسعار الفائدة على الإطلاق إذا استمر التضخم، مما أدى إلى اضطراب الأسواق.
وقال العريان إن التعليقات كانت مثالا على “رد فعل مبالغ فيه على البيانات” من قبل الفيدرالي الأمريكي، وأنه يجب أن يتخذ نظرة أكثر شمولية على الاقتصاد.
ومع ذلك، أشار إلى أن نهج صانعي السياسة المتشدد قد يكون مؤشرا على أنهم يفكرون في إمكانية استهداف جديد لمعدل التضخم الطبيعي.
وقال العريان: “الطريقة المهذبة لمناقشة هذا الأمر هي عدم المطالبة بتغيير هدف التضخم، بل بالوصول إلى 2% في مرحلة ما في المستقبل. دعونا نحظى بمسار زمني لتحقيق ذلك”. وأضاف: “قد يثبت الواقع أن الاقتصاد مستقر بالقرب من 3%. ولا أعتقد أن هذا سيؤدي إلى زعزعة توقعات التضخم”.
في محاولة لخفض التضخم إلى مستوى هدفه، قام الفيدرالي الأمريكي برفع أسعار الفائدة 11 مرة في المجمل على مدار السنوات القليلة الماضية إلى نطاق مستهدف يتراوح بين 5.25% و5.5% – وهو أعلى مستوى منذ أكثر من 22 عامًا.
ووفقًا لريتشارد كو، كبير الاقتصاديين في معهد الأبحاث نورمورا، فإن تحقيق هدف الفيدرالي الأمريكي قد أثبت صعوبته بشكل خاص بالنظر إلى حجم الاحتياطي المصرفي الأمريكي الكبير في الوقت الحالي.
في دورات التشديد النقدي السابقة، قامت البنوك المركزية بخفض الاحتياطيات المصرفية كوسيلة إضافية لخفض التضخم. ولكن مع وجود احتياطيات أمريكية حالية أكبر بحوالي 1700 مليار دولار مقارنة بالفترة التي سبقت أزمة ليمان براذرز عام 2008، وفقًا لكو، أصبح هذا المسار غير مجدٍ.
وقال كو في نفس المناسبة التي أقيمت يوم الخميس: “إذا حاولت التشديد باستخدام هذه الأداة، فعليك أولاً سحب 3.2 تريليون دولار قبل أن تتمكن من السيطرة على الوضع. وبالطبع، لا يمكنك القيام بذلك بين عشية وضحاها”.
وتابع: “الكثير يعتمد على أسعار الفائدة، وستحتاج أسعار الفائدة إلى الارتفاع أكثر بكثير لتحقيق نفس التأثير الذي كانت تحدثه من قبل عندما لم يكن حجم الاحتياطيات الزائدة بهذا القدر”.
اقرأ أيضا…
تعليق واحد