حالة ترقب في سوق الذهب بعد تسجيل مستوى تاريخي جديد

بعد أن ارتفع سعر الذهب الفوري وسجل مستوى تاريخي جديد مطلع جلسة اليوم، عاد إلى التراجع بعض الشيء لتستقر التداول في حالة ترقب للخطوة القادمة للمعدن النفيس، وهل سيستكمل مسيرة الصعود إلى المستوى النفسي 2300 دولار للأونصة، أم حان الوقت لبدء التصحيح السلبي.
افتتح الذهب الفوري تداولات اليوم عند المستوى 2280 دولار للأونصة ليسجل أعلى مستوى تاريخي عند 2288 دولار للأونصة، وذلك قبل أن يتراجع ليسجل أدنى مستوى عند 2267 دولار للأونصة.

القفزة الجديدة في أسعار الذهب اليوم تأتي في ظل حالة من العزوف عن المخاطرة في الأسواق المالية، وهو ما ظهر في عمليات البيع الموسعة على مؤشرات الأسهم العالمية بسبب البحث عن الملاذ الآمن في المقابل ليحقق الذهب أعلى استفادة.
التوترات الجيوسياسية مستمرة في التزايد حيث استمرت أوكرانيا في مهاجمة البنية التحتية النفطية لروسيا، بالإضافة إلى زلزال قوي يضرب تايوان ويضر بالبنية التحتية لديها وتأثر المصانع العملاقة لصناعة الرقائق الالكترونية، إلى جانب وجود تحذيرات من تكون تسونامي.
البحث عن الملاذ الآمن هو ما يقود الأسواق المالية هذا الأسبوع، فقد ارتفعت عوائد السندات الحكومية لأجل 10 سنوات لتسجل أعلى مستوى منذ 4 أشهر ونصف عند 4.405% ليسجل ارتفاع منذ بداية الأسبوع بنسبة 4%.
في المقابل انخفض مؤشر الداو جونز للأسهم الأمريكية بنسبة 1% خلال جلسة الأمس كما انخفض مؤشر S&P500 بنسبة 0.7%.
أما عن الدولار الأمريكي فقد تراجع اليوم للجلسة الثانية على التوالي ولكنه يظل بالقرب من أعلى مستوى في 6 أسابيع الذي سجله يوم أمس، وبالرغم من هذا استطاع الذهب أن يستمر في الارتفاع ويسجل مستوى قياسي جديد الأمر الذي يعكس تزايد العوامل الداعمة للذهب.
الذهب تحوط ضد التضخم
صدر هذا الأسبوع مؤشر أداء القطاع الصناعي الأمريكي عن شهر مارس، والذي أظهر نمو القطاع الصناعي للمرة الأولى منذ أكتوبر 2022، كما أظهرت البيانات ارتفاع في أسعار المواد الخام والسلع الأساسية، الأمر الذي ينذر بموجة تضخم جديدة قد تضرب الولايات المتحدة الأمريكية.
تسبب هذا في تراجع التوقعات بخفض الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي في يونيو القادم إلى احتمال بنسبة 59% بعد أن كانت الاحتمالات بنسبة 75% في مارس.
نتيجة لهذا تزايد إقبال صناديق التحوط ومدير المحافظ المالية على الذهب كتحوط ضد التضخم، لتتجاهل الأسواق احتمالات بقاء الفائدة مرتفعة لفترة أطول من الوقت وما لهذا من تأثير سلبي على أسعار الذهب، ويكون التركيز على تزايد الطلب على الذهب.
قالت رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو وعضو اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة ماري دالي إنها لا تشعر بالحاجة الملحة إلى خفض أسعار الفائدة، وأنه على الرغم من “مخططات النقاط” الأخيرة للبنك المركزي، فإن ثلاث تخفيضات هذا العام غير مضمونة.
وقالت دالي أنه ليس هناك حاجة ملحة لتعديل أسعار الفائدة واستقرار السياسة النقدية هو القرار الأفضل حالياً.
هذا وتنتظر الأسواق اليوم حديث رئيس البنك الفيدرالي الأمريكي جيروم باول والذي قد يتعرض خلالها لتوقعات أسعار الفائدة ومستويات التضخم، وفي حديثه الأخير أشار إلى أن بيانات التضخم الأخيرة عن شهر فبراير جاءت كما يريد البنك الفيدرالي.


