الذهب يسجل ارتفاع لليوم الثالث بالرغم من تماسك الدولار

استطاع سعر الذهب العالمي أن يستمر في الارتفاع لليوم الثالث على التوالي، وذلك على الرغم من تماسك مستويات الدولار الأمريكي بالقرب من أعلى مستوياته في 3 أسابيع، بينما يستمر الترقب في الأسواق لبيانات التضخم الأمريكية التي تصدر نهاية هذا الأسبوع.

ارتفع سعر الذهب الفوري خلال تداولات اليوم بنسبة 0.8% ليسجل أعلى مستوى عند 2196 دولار للأونصة وقد افتتح جلسة اليوم عند المستوى 2178 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 2195 دولار للأونصة.

يأتي هذا بعد أن ارتفع الذهب يوم أمس ليسجل أعلى مستوى عند 2200 دولار للأونصة، ولكنه فشل في الاحتفاظ بمكاسبه ليتراجع قبل نهاية الجلسة ويغلق عند المستوى 2178 دولار للأونصة.

الارتفاع الحالي في سعر الذهب يأتي في ظل تزايد التوقعات بخفض الفائدة من قبل البنك الفيدرالي الأمريكي بعد اجتماعه الأخير الذي قرر خلاله تثبيت أسعار الفائدة عند نطاق 5.25% – 5.50% كما أبقى أعضاء البنك على توقعات خفض الفائدة عند 75 نقطة أساس خلال عام 2024 بواقع 3 مرات خفض للفائدة.

قرار البنك الفيدرالي جاء على الرغم من ارتفاع التضخم بأعلى من التوقعات خلال شهر فبراير، ليعمل هذا على تزايد توقعات الأسواق أن البنك الفيدرالي في طريقه إلى خفض أسعار الفائدة بداية من شهر يونيو.

توقعات الأسواق تشير الآن إلى احتمال بنسبة 67% أن البنك الفيدرالي سيخفض الفائدة في يونيو، وقد ساعد هذا على ارتفاع سعر الذهب وتسجيله أعلى مستوى تاريخي خلال الأسبوع الماضي عند 2222 دولار للأونصة.

من ناحية أخرى نجد أن الدولار الأمريكي استطاع أن يحصل على دعم قوي خلال الأسبوع الماضي من قرار البنك المركزي السويسري المفاجئ بخفض أسعار الفائدة، إلى جانب النهج الحذر للبنك المركزي البريطاني وتوجه الاقتصاد إلى خفض الفائدة، مما دفع المستثمرين إلى بيع كل من الفرنك السويسري والجنيه الإسترليني ليدعم هذا ارتفاع الدولار الأمريكي.

الدولار بالنسبة للأسواق الآن أصبح العملة الأفضل من حيث توقعات أسعار الفائدة إلى جانب كونها الأقل مخاطرة في مواجهة التطورات الجيوسياسية الأخيرة.

الذهب استطاع الحفاظ على مكاسبه وتداولاته بالقرب من مستويات قياسية على الرغم من الطلب المرتفع على الدولار حالياً، ويعكس هذا أن الذهب يجد الدعم المناسب من الطلب على الملاذ الآمن في ظل التوترات الجيوسياسية الحالية مما يعطي قدرة للذهب على التماسك حالياً.

يصدر هذا الأسبوع بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي عن الاقتصاد الأمريكي وهو مؤشر التضخم المفضل للفيدرالي الأمريكي، وقد يساهم هذا في حركة الأسواق بشكل كبير كونه سيعطي ملامح لتحركات الفائدة خلال الفترة القادمة.