توقعات اجتماع الفيدرالي الأمريكي: الفائدة دون تغيير والتركيز على توقعات الأعضاء
اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي هذا الأسبوع هو محور اهتمام الأسواق المالية العالمية على الرغم من وجود العديد من اجتماعات البنوك المركزية الأخرى، حيث ينتظر الجميع معرفة مستقبل السياسة النقدية وأسعار الفائدة من قبل الفيدرالي، والتي سيتبعه فيها باقي البنوك المركزية العالمية في وقت لاحق.
التوقعات الأساسية في الأسواق هي لصالح تثبيت أسعار الفائدة دون تغيير عند نطاق بين 5.25% – 5.50%، ولكن يصاحب هذا الاجتماع صدور توقعات أعضاء البنك الفيدرالي التي تصدر كل 3 أشهر، والتي تعد محور اهتمام الأسواق خلال هذا الاجتماع.
من غير المتوقع أن يحدث تغييرات جوهرية في بيان الجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، وعلى الرغم من بيانات التضخم الأخيرة التي جاءت أقوى من المتوقع، فمن المتوقع أن تظل توقعات البنك الفيدرالي للبطالة والتضخم على مدى السنوات الثلاث المقبلة وعلى المدى الطويل دون تغيير إلى حد كبير.
بالرغم من هذا من المتوقع أن يشير البنك الفيدرالي في بيانه أو من خلال تصريحات رئيسه جيروم باول في المؤتمر الصحفي أن المخاطر التي تهدد التوقعات لا تزال قائمة. ومع استمرار الاقتصاد في التفوق على التوقعات واستمرار مرونة الإنفاق الاستهلاكي، فقد يتبنى البنك الاحتياطي الفيدرالي نهجًا أكثر صبرًا فيما يتعلق بتخفيضات أسعار الفائدة عما كان متوقعًا في البداية.
تشير البيانات الاقتصادية الأخرى إلى تباطؤ الاقتصاد في الولايات المتحدة ولكن ليس لدرجة وصوله إلى حافة الركود. حيث لا يزال قطاع التصنيع تحت الضغط السلبي، بينما هناك بعض النمو في قطاع الخدمات. في حين تباطأت معدلات الاستثمار وكذلك مبيعات التجزئة في ظل تراجع معدلات إنفاق المستهلكين.
من جانب آخر لا يزال سوق العمل قويا حيث جاء نمو الوظائف في فبراير أعلى بكثير من التوقعات، على الرغم من وجود تعديل سلبي لبعض بيانات الأشهر السابقة. وبالرغم من ارتفع معدل البطالة إلى 3.9%، إلا أن هذا المعدل لا يزال منخفضاً وفقاً للمعايير التاريخية وأقل أيضاً من المستوى الذي يتوقع البنك الاحتياطي الفيدرالي أن يكون عليه بحلول نهاية هذا العام.
التوقعات تزايدت منذ الأسبوع الماضي وبعد صدور بيانات أسعار المستهلكين والمنتجين بأعلى من التوقعات أن البنك الفيدرالي قد يبقي على الفائدة مرتفعة لفترة أطول من الوقت، وتوقعات الأسواق التي كانت وصلت إلى نسبة 75% بأن البنك سيبدأ رفع الفائدة في يونيو القادم تراجعت إلى 58%.
التوقعات الآن في الأسواق تشير أن المخطط النقطي لأعضاء البنك الاحتياطي الفيدرالي قد يشهد تخفيض أسعار الفائدة لمرتين أو مرة واحدة فقط خلال عام 2024 بمقدار خفض 25 نقطة أساس في المرة الواحدة، وذلك بعد أن كانت توقعاتهم السابقة في اجتماع ديسمبر الماضي تشير إلى خفض الفائدة 3 مرات بمجمل 75 نقطة أساس خلال عام 2024 بأكمله.
بشكل عام ستكون توقعات أعضاء البنك الفيدرالي هي محور اهتمام الأسواق، والمحرك اللحظي بالنسبة للأدوات المالية بعد صدور نتائج الاجتماع، أما تفاصيل بيان البنك وتصريحات رئيسه فقد يتم الالتفات إليها بعد فترة من الوقت وبعد أن ينتهي التأثير المفاجئ لتوقعات الأعضاء.
وبالنسبة للدولار الأمريكي نجده استطاع أن يرتفع منذ الأسبوع الماضي ليبتعد عن أدنى مستوياته في أسبوعين وفقا لمؤشر الدولار، وذلك بعد أن حصل على دعم من ارتفاع بيانات التضخم الأمريكية إلى جانب تعافي عوائد السندات الحكومية الأمريكية.
يواجه مؤشر الدولار منطقة مقاومة قوية بين 103.35 – 103.50 تتمثل في خط مقاومة والمتوسطات المتحركة 50 و100 و200 يوم، وسيكون على السعر تخطي هذه المنطقة إلى وجد الدعم المناسب من توقعات أعضاء الفيدرالي ليستهدف المستوى 103.80 ثم 104.20 الذي يمثل مستوى مقاومة قوي حيث يتزامن مع خط الاتجاه الهابط طويل الأجل.
بينما إذا جاءت توقعات الأعضاء ثابتة دون تغيير أو أشار رئيس البنك إلى توجهه إلى توسيع السياسة النقدية خوفا من التأثير السلبي على النمو، فقد نشهد تراجع كبير في مستويات الدولار الأمريكي، وتكون مستهدفات الهبوط عند منطقة 102.60 – 102.25 ثم المستوى 102.00.
5 تعليقات