الدولار يتماسك بعد بيانات التضخم الأمريكية الأعلى من التوقعات
ارتفع التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية خلال شهر فبراير بأعلى من التوقعات، الأمر الذي دعم ارتفاع الدولار خلال جلسة اليوم مقابل سلة من العملات الرئيسية ليتماسك لليوم الثاني على التوالي ليتعافى من أدنى مستوياته في شهرين التي سجلها الأسبوع الماضي.
سجل مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الفيدرالية أمام سلة من 6 عملات رئيسية ارتفاع اليوم بنسبة 0.3% ليسجل أعلى مستوى في 3 جلسات عند 103.12 وكان قد افتتح جلسة اليوم عند المستوى 102.74 ليتداول حالياً عند المستوى 102.99.
تسارع نمو أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة في فبراير، في حين كان المقياس الأساسي أسرع من المتوقع، في علامة على الضغوط التضخمية المستمرة التي يمكن أن تعقد توقيت التخفيضات المحتملة لأسعار الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي هذا العام.
شهد مؤشر أسعار المستهلكين عن شهر فبراير ارتفاع بنسبة 0.4% ليوافق التوقعات ولكنه أعلى من القراءة السابقة بنسبة 0.3%، كما ارتفع المؤشر الجوهري الذي يستثني التذبذب بنسبة 0.4% ليوافق القراءة السابقة ولكنه أعلى من التوقعات بنسبة 0.3%.
أما عن المؤشر السنوي فقد ارتفع بنسبة 3.2% أعلى من التوقعات والقراءة السابقة بنسبة 3.1%، بينما ارتفع المؤشر السنوي الجوهري بنسبة 3.8% ليوافق التوقعات بأقل من القراءة السابقة بنسبة 3.9%.
ارتفاع أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة في فبراير جاء في ظل ارتفاع تكاليف البنزين والمأوى، مما يشير إلى بعض الثبات في التضخم الذي قد يؤخر عملية التخفيض المتوقع لسعر الفائدة من البنك الاحتياطي الفيدرالي في يونيو.
التضخم ثابت في الولايات المتحدة والأسعار المرتفعة لا تنخفض بشكل كبير في فترة زمنية قصيرة، ولكنها لا تزيد كثيرًا أيضًا وهذا هو الوضع الذي على البنك الفيدرالي أن يتعامل معه، فالتراجع إلى مستهدف البنك 2% قد لا يبدوا أمراً سهل.
هناك ضغوط أخرى تواجه البنك الفيدرالي وقد تدفعه إلى البدء في خفض الفائدة في يونيو القادم دون الاطمئنان أن التضخم في طريقه إلى المستهدف، هذه العوامل متمثلة في التأثير السلبي للفائدة المرتفعة على الأداء الاقتصادي، وهو ما ظهر من تراجع في أداء القطاع الصناعي والخدمات وارتفاع معدل البطالة.
جعل مسؤولو البنك الاحتياطي الفيدرالي من تخفيف التضخم الهدف الرئيسي لسلسلة من زيادات أسعار الفائدة التي رفعت تكاليف الاقتراض إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر من عقدين. وقد أشار البنك أن التخفيضات قد تأتي في وقت لاحق من هذا العام، لكن أعضاء البنك أكدوا أنهم بحاجة أولاً إلى رؤية المزيد من الأدلة على أن نمو الأسعار يتراجع بشكل مستدام إلى هدفهم السنوي البالغ 2٪.
مؤشر الدولار ارتفع بعد أن فشل في كسر مستوى الدعم 102.60 ليرتفع منذ بداية الأسبوع ويصل اليوم إلى منطقة المستوى 103.00 التي تمثل المستوى التصحيحي 38.2% بدعم من وجود زخم صاعد على شراء الدولار.
الدولار الآن يستهدف منطقة 103.40 – 103.50 والتي تمثل مقاومة هامة الآن بعد أن كانت منطقة دعم قوية للسعر وكسرها تسبب في الهبوط الدولار لأدنى مستوى في يومين.